مركز النوم يقع في الجزء السفلي من جسر ساق المخ حيث يعمل على إفراز مادة ناقلة للإشارات المخية تسمى ( السيروتونين ) فيفقد المخ نشاطه ويبدأ الإنسان في مراحل النوم المختلفة وفقد القدرة على استخدام الحواس وأول ما يفقده الإنسان القدرة على حاسة البصر يتلوها الذوق والشم وأخيرا حاسة اللمس.
وتبدأ عملية النوم ليلا بمرحلة الموجه البطيئة وفيها يحدث تباطؤ شديد في موجات المخ ويتميز بالعمق الذي يمد الجسم بالراحة ويحدث تناقص في ضغط الدم يتراوح بين 10 % إلى 30 % وكذلك تناقص في سرعة النفس ومعدل التمثيل الغذائي ويزيد إفراز هرمون النمو بينما يتناقص إفراز الهرمونات المطلوبة لمواجهة الإجهاد مثل الكورتيزون والأحلام التي يراها الإنسان في هذه المرحلة لا يتذكرها غالبا.
وخلال هذه المرحلة يسهل تنبيه النائم ب المثيرات الحسية كاللمس أو الصوت أو الضوء كما تتم فيها تجديد الخلايا ويزداد معدل استبدال البروتينات في العين والمخ.
المرحلة الثانية من النوم يطلق عليها حركة العين السريعة وتظهر بعد 100 دقيقة من بداية النوم وتستمر نحو 30 دقيقة ويزيد فيها سرعة التنفس وزيادة ضربات القلب ويصعب فيها تنبيه النائم بالمثيرات الحسية ويتم فيها صيانة خلايا المخ وتجديدها وتسهم في تقوية عملية التذكر وتتميز هذه المرحلة بالأحلام ويستطيع الإنسان تذكرها بعد الاستيقاظ من النوم.
وللأحلام أهمية كبيرة حيث تقوم بإزالة فيض الذكريات التي لا فائدة منها للمخ وتترك المعلومات والذكريات المفيدة مما يؤدي إلى تعميق خبرة الإنسان وتأصيل معارفه ومعلوماته وتقوية ذاكرته ذلك لأن الذاكرة لو ازدحمت بالمعلومات والذكريات يحدث لها حالة من التشويش.
وتختلف حاجة الإنسان إلى النوم من سن إلى آخر فينام الرضيع أغلب فترات اليوم حتى يتشكل لديه الإيقاع الطبيعي للنوم ليلا والاستيقاظ نهارا وتصير ساعات نومه 16 ساعة يوميا وعند بلوغه الخامسة من عمره تصبح ساعات نومه من 7 إلى 9 ساعات مثل البالغين وتكون هذه المدة كافية لإمداده بالنشاط الذهني والجسمي وتشير العديد من الدراسات أن 62 % من الناس ينامون من 7 إلى 8 ساعات و15 % ينامون 5 إلى 6 ساعات و8 % ينامون أقل من 5 ساعات و2 % ينامون أكثر من 10 ساعات ويعتبر الشخص الذي تكفيه عدد ساعات قليلة من النوم يكون شخصية نشطة ومتحركة بينما من يحتاج 10 ساعات من النوم فهو صاحب العقلية الخلاقة والمفكرة.
وتصل أطول فترة يستطيع ان يتحملها الإنسان في حالة يقظة 200 ساعة متصلة وهكذا تلمس عظمة الخالق في كل حالة تمر بها سواء كان نوم أو يقظة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
