الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تعايُش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أين المفر؟ لا قِبل لكم بى هذا صحيح، لكنى حل الضرورة، بل وسلاح مؤقت، لمواجهة عدو مباغث، غادر فاتك، أدرك أنى كأى مستجد، له أثره المعنوى
النفسي، فما بالك واسمه وباء، يُحيل إلى الهواجس والوساوس المرعبة، كنتُ مثار جدل، بين أقرار بجدوى تلبسكم لى، وبين مُعارضة تُسيل مبرراتها،بعضها صارخ،يُقسم ويُعلن على الأشهاد، بأنى طارئ كريه غير مرغوب فيه، ولن أحُط أبدا على الوجوه بدعوى قناع تأمين، فتلك كذبة كبرى، فمناعة القطيع كفيلة برمى بل وإبقائى قيد تحوطات غرف العمليات كما تاريخى الماضى، غير أن ماحصل كسر حدة موقف بل التطرف ضدى، ما وجدته تنافسا على تلقفى، ساعة ذروة عدوى، وانتشار كاسح، وصل حد سرقتي، شحنات وصناديق لقطع تعد بالملايين أنزلت غصبا في مهابط مطارات، صرتُ بينهم "سلعة" النُدرة تقوم قضايا لأجلى، وتشهير يُتندر به، عن أخلاقيات دول تُنعت "متقدمة"، لحظة أزمة، وتفاقم وباء فضح أمرها.
وفى المحصلة صرتم أينما يممتم، شاهدتمونى أبزغ كقدر حياة، أمام وجوهكم، روجتم أنى القيد ما يحجب أهم حواسكم،وكأمر مفروض يُخالف حرية اعتمدوها!، بل حكوماتكم أقرت قوانين ملزمة تسندها غرامة معتبرة، قد يعجز عنها فقيركم، حال لم يجدونى أحيط مساحة تمتد من أنفكم إلى ماتحت ذقونكم،وسأعربُ عن سعادتى إذ أرى بعضكم يخيطنى بما توفر من أقمشة ملائمة،وآخرين يمنحوننى مجانا لفئات أوضاعها هشة،بل وزعتمونى كبطاقة، دعوة لفرح، وأنتم تدركون أن لا معازيم، لكنى وصلت إلى كل بيت، وصرتُ تذكارا لمرحلة،كما لأصحابكم العرسان وعائلتيهما. كما وأدخلنى بلد عربى موسوعة غينيس، فى صُنع أكبر حجم لى على الإطلاق.
ورغم عتبى على بعضكم، وقد صيرتمونى كما الموضة والموديل، أشكالا، وألوانا،وأحجاما، بل وموضوعا لما تفتخرون به حين صيرتمونى مُجسمة كعلم بلدكم،أو أيقونة وشعار وظائفكم، عتبى حين ترمون بى وسط الشوارع، وبين الأزقة أمام بيوتكم عقب استخدامى دون تحسبٌ لمحاذير،و هذا سلوك غير أخلاقى، إذا ما فكرنا فى عمال النظافة وعاملاتها،فهم يتعرضون مثلكم للعدوى ولأسباب عدة، فبرميكم لى دون تطهير أو لمى وسط كيس وإغلاقه،تبثون شكوكا، وتُتيحون سببا لانتقال عدواى، أخمن أنكم لاتدركون خطر فعلتكم تلك،لكنه ذنب،وأثم،حين لاتميطون الأذى عن بعضكم البعض، كما أوصاكم دينكم،وحدّث رسولكم.
وقد لفت انتباهى من يكتبون عنى على مواقع السوشيل ميديا، ويسلطون حروبهم على ساعة خرجتُ زيا وقائيا لوجوهكم، ودبجت المنظمات العالمية وسطرت عني المقاطع الإعلانية لتلاحقكم عبر كل القنوات والمواقع،وخصص الاطباء الموثوقون شروحات عن طرق أرتدائي أول الأمر،فلم يعرفنى سابقا غير الوجوه التى تدخل غرف العمليات، مرضى وكادر طبى أو مهنى مساعد، صحتُم لاعنين: ها هى من تكمم أنفاسنا؟،وتحجب عنهم متعة التنفس الحر؟، وإذا ما أصابنا الفيروس أحاط بنا المهجوسون، بل المرعبون من ذرة هواء تنفلت منا لهم.ما لم يكن كل المحيطين بنا مكممٌ من رأسه إلى أخمص قدميه.
ولكن اعلموا أن أجيالا قبلى، كانت تحيط كل جسمكم من الرأس حتى أخمص القدم،وليس لثام أنف وفم،مظهرهُ خفيف ظريف!،هل شاهدتم قناع الأنفلونزا الإسبانية، وقبلها الطاعون الذى عبر أفريقيا وآسيا منذ قرون،طالعوا وتكشفوا تاريخى،تاريخ أحاطتى بأجسادكم،لأنكم اليوم فى براح انفكاك كبير من أسرى، يوم أن كان قماش صناعتى ثقيلا، ونسيجه مغلق المسام بالكامل،على ذلك أدعوكم لاحتمالى، والتعايش معى، لما لا أكون للنساء كما قطعة فى حقيبة مكياج،وللرجال كما حِلاقتهم اليومية!
بالتقريب الحسابى قارب الوباء العام،فمنذ ديسمبر 2019،خرجت الإشارة الأولى للعلة المجهولة،ما أصيبت به سيدة دخلت سوق أوهان للطيور العجيبة،وصيتى ونصيحتى حافظوا على،أقصد على التعايش مع كمامتكم،ستطول رفقتنا لسنة مقبلة وربما بعدها،وسأدعو مثلكم للقاح موثوق يقلب صفحة وباء حجز حريتكم، واشهدوا كنت فيها مصدر أمن ووقاية، أليس كذلك ؟.