لسنا بصدد التحدث عن مجرد مصطلح، بل عن صناعة حقيقية للإرهاب، هذه الصناعة لها جذورها الممتدة تاريخيًا، بهذه الآلية تم القضاء على القوى والنفوذ الروسي بأفغانستان، وبها تأسست أعتى وأخطر منظمة إسلامية إرهابية (القاعدة).
صناعة الإرهاب صناعة مؤسساتية بامتياز، ومخابراتية لدول عديدة في العالم. فالإخوان أسستها إنجلترا لضرب القيادات الليبرالية، وحماس أسستها المخابرات الإسرائيليىة لضرب منظمة فتح وقائدها ياسر عرفات، وطالبان أنتجتها أمريكا.. وهكذا دواليك.
صناعة الإرهاب تقوم بها مؤسسات ومعاهد تابعة للدولة ومؤسساتها المخابراتية والحربية فعلى سبيل المثال مركز دراسات الشرق الأوسط، ومركز دراسات الشرق الأدنى، ومركز الدراسات الاستراتيجية جميعهم تابع للإدارة الأمريكية سواء مخابرات أو بنتاجون والإرهاب الإخواني في مصر، إذا بحثت على التمويل ستجد أنه مدعوم من مخابرات ودويلات تسعى لإيجاد مكانة لها على الساحة العالمية، وفي العهد الملكي أسس المخابرات الانجليزية الإخوان عام 1928 لتصبح هي أم لجميع المنظمات الإرهابية المتأسلمة في العالم اجمع.
الإرهاب ليس قائما على تحطيم دول أو جيوش فقط، إنما تحطيم آمال شعوب كاملة كانت تسعى لغد مشرق، فتسقط في مستنقع الإرهاب، لقد حطم الإرهاب جيوش العرق وسوريا واليمن وليبيا، ويسعى للنيل من مصر، ولم يكن تأثيره على جيوش المنطقة فحسب، بل خطط على تقسيم الأوطان فالعراق سنة وشيعة وأقليات مستهدفة من الكل وسوريا قسمها إلى علويين وأكراد وسنة ولبنان إلى حزب الله وبقية الطوائف.. ومصر حاول على تقسيمها فإذ به يصطدم بكنيسة وطنية ناضجة لها تاريخ في الوطنية وبتصريح وطني من بابا كنيسة الإسكندرية، أن حرق الكنائس نقدمها بخورا لأجل الوطن ليقضي على أهم بذرة للحرب الأهلية وشعب واعٍ وإعلام مسئول.
مخطئ من يعتقد أن الإرهاب يستخدم فقط لتحطيم الجيوش وتقسيم الدول، إنما له دوافعه الاقتصادية كسوق السلاح التي ربما تفوق حجمها حجم السلع الغذائية العالمية، وأهداف اقتصادية كضرب اقتصاد دول معينة، فعلى سبيل المثال العملية الإرهابية التي تمت في طابا منذ أسبوع هي تهدف
في المقام الأول إلى زعزعة مصر وتشتيت الجيش والشرطة المصرية! في محاولة محاربة الإرهاب في بقاع المحروسة، لكن بنظرة فاحصة نجد أن المستفيد الأكبر هي تركيا ومصالحها الاقتصادية.
فان ضرب موسم سياحي في مصر سيعود عليها بمئات الآلاف من السياح من دول العالم، من الباحثين عن الشمس والمياه الدافئة، وكمثال حي" بعض الرحلات السويسرية ألغت الحجز لمصر وتوجهت إلى تركيا" بحثا عن الأمان!
صناعة الإرهاب ليست قائمة على عدو خارجي بل بالأكثر استقطاب داخلي يتم تجنيده ليصبح أداة في يد صناع الإرهاب العالمي فيغتال ويقتل ويسرق ويحرق بضمير مستريح لأنهم نجحوا في تسخيره لتحقيق رغباتهم بوازع وأيدلوجية جديدة وصناعة الإرهاب لها أساليب متعددة لا تتوقف على الضربات العسكرية المباشرة ولا تجنيد الأفراد فقط بل تسخير كل الوسائل اللاأخلاقية فحكومة ريجان صرفت مبالغ طائلة في تجنيد الأفغان ضد الروس وشجعت على زراعة الأفيون لإنهاك الاتحاد السوفيتي.
أخيرا الإرهاب صناعة رائجة في منطقتنا التعيسة المستهدفة في مستقبلها والمهزومة في ماضيها وحاضرها وللقضاء على الإرهاب والسبب الرئيس لرواج خطط الإرهاب ضعف الأنظمة القائمة وعدم تعاملها بالحسم وعدم تفعيل قوانين محاربة الإرهاب خوفا من الدول المصنعة له وسوء تقدير للمفاهيم العالمية لحقوق الانسان وربما الطابور الخامس داخل تلك الحكومات.
وللقضاء على صانعة الإرهاب لا بد من العمل على وحدة الجبهة الداخلية والعمل على إيجاد مشروع قومي لجموع الشعب ونشر فكر التسامح وقبول الآخر والاعتراف بكل أنسجة المجتمع مهما كانت قليلة وإعطاء حقوق الجميع المهضومة تحت أي مسمى وتقليم اظافر الإرهاب والمنظمات الإرهابية من خلال قوانين وأحكام صارمة تطبق بلا رحمة وعدالة ناجزة وليست عرجاء.