الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الناس والإعلام والإرهابي محمود عزت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القبض على محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان موضوع لا يخص الدولة أو الحكومة والأجهزة الأمنية وحدهم، محمود عزت صاحب السجل الحافل في العمل السري المسلح، هو عنوان عريض للعدوان المتواصل على المجتمع، ومع السقوط المدوي لتلك الجماعة في 2013 لم يستسلم من استطاع الهروب والاختفاء بل زاد الهاربون من عنفهم يحدوهم الأمل في العودة للسيطرة على رقاب الناس ومصير مصر الذي تهدد بالفعل فترة صعودهم.
لم يفهم عزت ومن معه من الهاربين أن الاغتيالات وحرق الكنائس وتدمير محولات الكهرباء سوف يزيد من إصرار الشعب المصري على اقتلاع ذلك التنظيم من جذوره ومحاسبة أعضائه على كل تلك الجرائم محاسبة تليق بحجم الجريمة التي تم الترتيب لها، لم يستسلم عزت ومن معه وواصلوا معاركهم الخبيثة التي استهدفت التلاعب بالرأي العام من خلال قنواتهم التي تبث من عواصم معادية، ولكنهم لم يفهموا أن الشعب المصري قادر على تحمل الجوع ولكنه لا يتحمل الذل والارتهان لدى تجار الدين، لم يفهموا أن الكلمة الحاسمة في 30 يونيه 2013 هي كلمة لا رجعة فيها.
وبسبب هذا الغرور والتعالي والتمادي في الخيانة استكمل عزت ومجموعات الهاربين مسلسل العنف والتخريب والتشويه، لذلك جاء إعلان القبض على الثعلب محمود عزت بردا وسلاما على قلوب الناس، التفاؤل بمصر خالية من الإرهاب وتجار الدين يتجدد لذلك أرى أن الناس شركاء في تلك العملية الناجحة التي تكللت بإسقاط عزت وإحالته للمحاكمة، وهنا نتوقف لنكرر ما سبق لنا المطالبة به .. وهو حق الناس في المعرفة.
على مدار التاريخ القصير الذي مضى منذ سنوات قليلة شهدنا واقعتان .. الأولى هي عودة أبطالنا من معركة الواحات وفي يدهم إرهابي أسير على قيد الحياة وكان كنز معلوماتي كبير، والواقعة الثانية هي العودة بالإرهابي هشام عشماوي من ليبيا وهو على قيد الحياة ليتم التحقيق معه ومحاكمته ثم إعدامه.
الرأي العام المصري بل والعربي ولا أكون مبالغا إذا قلت والعالمي أيضا كان ينتظر مشاهد متلقزة يذيعها حصريا التليفزيون المصرى تضم الاعترافات التي تبل ريق الناس وتشبع فضولهم وتزيد من يقينهم بخطورة تلك العناصر الارهابية وتكشف جزءا من حدود المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد مصر واهلها ، ينتظر الناس اعترافات لا تؤثر بالطبع على الأمن القومي لمصر ولكنها اعترافات تؤكد للناس - كشركاء - عدالة انحيازهم ضد تلك العصابات الدموية.
فما الذي حدث مع الإرهابي المقبوض عليه في معركة الواحات وما الذي حدث مع عشماوي ؟ في الأولى تم تسليم الإرهابي إلى مذيع غير كفء وجاءت النتائج عكس المستهدف وفي الثانية شهدنا مذيع على طائرة عشماوي يصرخ .. حمد الله على السلامة ياهشام ..
اليوم بين يدينا صيد ثمين وهو محمود عزت بشحمه ولحمه فهل يكرر الإعلام طريقته بدلاً من بث رسالة اعلامية واضحة وكاشفة، فهل ينجح الإعلام المصري في هذا الاختبار، أم يستمر إعلامنا فى دفن انفرادات ذات سمات عالمية؟ وذلك ليس لغياب الموهبة أو المحاور الند لمثل تلك الحوارات ولكن لغياب الإرادة وشهوة الواسطة والشخصانية وهى المسارات الرئيسة للإعلام المصري منذ سنوات بعيدة، والعجيب في الأمر هو أن تلك الحالة تدور في عجلة متواصلة لا تتوقف رغم الانتقاد المتواصل لها وتلميحات النقد المهذب التي يبعث بها من وقت لآخر الرئيس عبدالفتاح السيسي.
أردد الآن ما قاله الرئيس في لقائه في افتتاح مشروعات تطوير محور المحمودية، حيث أشار في نقده العشوائيات عندما قال للحكومة، إن المواجهة هي تحدٍّ واختبار، هنا نكرر ولكن للإعلام أن اعتصار محمود عزت وكشفه إعلاميا هو تحدٍّ واختبار .. فهل نرى ذلك لنشهد بأن بداية جديدة للإعلام المصري قد بدأت؟