يظن البعض أن وباء كورونا في طريقه إلى الزوال.. وهذا ظن خاطئ.. فالفيروس يمر بمراحل كمون ونشاط وتحور وتطور.. إلى أن يتم اكتشاف عقار لعلاجه بشكل جذرى.. كما أن فترة الحظر التى كانت مفروضة على المواطنين.. والإجراءات المشددة التى اتخذتها الدولة.. قللت من انتشار الفيروس وخففت من حدة الإصابة به.. ولكنها لم تقض عليه.
كنت أتمنى أن يكون التزام المصريين بإجراءات السلامة والوقاية.. عادة تستمر حتى بعد انتهاء خطر الإصابة بالفيروس.. حرصا على صحتهم العامة.. ولكن من عادة المصريين.. التهاون واللامبالاة والاستهتار.. والتفاخر بالمخالفة وعدم الالتزام.. وهذا ما ينذر بانتكاسة.. وارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس الأيام المقبلة.. خاصة مع دخول فصلى الخريف والشتاء.
لقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من الاستهتار بالوباء.. وعدم الالتزام بالإجراءات التى تجنبنا خطر الإصابة به.. وشدد على أن الدولة قد تعيد اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة خطر الوباء.. وناشد المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية.. تلافيا للأضرار التى قد تنتج إذا تم التساهل وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة.. وأكد على أن الفترة المقبلة.. خاصة مع قرب فصل الشتاء.. وعودة الطلاب إلى المدارس والجامعات تستدعى استمرار اتخاذ الإجراءات الاحترازية.. لمنع انتشار الفيروس.
لقد تحملت الدولة الكثير.. وتكبدت خسائر فادحة.. لتحمى مواطنيها من خطر الإصابة بهذا الفيروس القاتل.. وتعطلت الكثير من الأعمال والأنشطة.. بسبب الحظر والإجراءات الاحترازية.. وليس لديها استعداد لتخسر المزيد.. بجانب أن المواطنين أنفسهم ملوا القيود والإجراءات والمكوث في المنازل.. فإذا كانوا لا يريدون العودة إلى تلك الأيام التى كانت حركتهم فيها مقيدة.. وتصرفاتهم محكومة.. عليهم الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية.. والإحساس بالمسئولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.. فارتداء الكمامة.. والحرص على النظافة.. يجب أن يكون أسلوب حياة.. ليس في أوقات خطر الإصابة بفيروس كورونا فقط.. ولكن في كل الأوقات.. لأن هذه إجراءات بسيطة.. تحافظ على صحة المواطنين.. وتقلل من العدوى وانتشار كل الأمراض المعدية.
لقد عادت الحياة إلى طبيعتها.. ودارت عجلة الإنتاج.. وتم استئناف النشاط الرياضى.. وعادت صلاة الجمعة في المساجد.. وفتحت المقاهى وصالات الأفراح أبوابها.. وانتظمت المواصلات العامة.. والدولة ومواطنيها على حد سواء.. ليس لديهم استعداد للعودة لحالة الشلل التى شهدتها البلاد في بداية ظهور الفيروس وانتشاره بين المواطنين.. لأن إغلاق المدارس والجامعات.. وتوقف الأنشطة والمرافق.. تسبب في خسائر واضطرابات كبيرة.. ليس في مصر وحدها.. ولكن في دول العالم أجمع.. وأدى إلى ضياع ملايين الوظائف وإغلاق مصادر رزق الكثير من العمال.. وكبدت الدول وأصحاب الأعمال خسائر طائلة.
وأيضا نحن على أعتاب عام دراسى جديد.. ولن تغلق الدولة المدارس كما حدث من قبل.. وسيزداد الاختلاط بين الطلاب.. وجميعنا لدينا أبناء في المدارس والجامعات.. ولذلك يجب على البيوت والمدارس.. توخى الحذر واتخاذ كل التدابير.. لمنع انتشار المرض مرة أخرى.. والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.. وارتداء الكمامات.. والحرص على النظافة الشخصية واستخدام المطهرات والتعقيم.
إن الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية.. يحد من الإصابة بالفيروس ويخفف العبء عن الدولة.. خاصة القطاع الطبى.. ويزيح عبئا اقتصاديا كبيرا عن كاهل المواطنين وأصحاب المال والأعمال.. ويجنب البلاد فقد المزيد من الخسائر البشرية.. التى قاربت على ستة آلاف فقيد حتى الآن.. حسب الإحصائيات الرسمية.