كثيرا من كررنا عبر "البوابة" ومنصاتها المختلفة ومركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، من مخاطر احتضان دول أوروبية لعناصر وقيادات إخوانية على أوروبا نفسها، وقلنا مرارا إن أنشطة الإرهابية والداعمين لهم خصوصا قطر ستضرب أوروبا في مقتل، مع دعم الدوحة للتنظيم الإرهابي بهدف زعزعة استقرار كل الدول الأوروبية.
ونشرنا بالمعلومات والمستندات كل ما يؤكد هذه المخاطر، وخرجت أمس الأول صحيفة "فولكس بلات"، النمساوية في تحقيق صحفي لتؤكد أن الدوحة تعمل عن عمد على دعم الإخوان وتمويل مؤسساتها الفرعية في النمسا وأوروبا بالمال، لزعزعة استقرارها.
ومن أخطر ما لفتت إليه الصحيفة وصفها التمويل القطري للإخوان بأنه "تهديد كبير للديمقراطيات الغربية"، وأن "الأموال القطرية تتساقط في الغالب على المنظمات في محيط جماعة الإخوان المسلمين، التي انبثق منها العديد من التنظيمات الإرهابية في العالم".
والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل نوهت الصحفية إلى أن "الإخوان وجدوا بيئة ودية في النمسا منذ البداية، إذ استغلوا مناخ الحرية والأنظمة البنكية المتطورة في توسيع أنشطة الجماعة في أوروبا"، وهو ما أكده الباحث "لورينزو فيدينو" المتخصص في شئون الإخوان للصحيفة ذاتها.
الخطر ذاته هو ما حذر منه الكاتب النمساوي، "منفرد ماورر"، حكومة بلاده، بالقول أن "الإخوان تعمل سرا، وتظهر التزاما بالقانون، وتنفي في العلن أهدافها الحقيقية، لكنها تعمل في الواقع على تقويض النظام الديمقراطي على المدى الطويل"، ومن هنا طالب باتخاذ خطوات قوية لمواجهة الإخوان في بلاده.
ومن المخاطر التي نوهت إليها وسائل الإعلام النمساوية، ومنها وكالة الأنباء النمساوية الحكومية وصحيفة فولكس بلات النمساوية، ما ننشرته في هذا العدد من أن "يوسف القرضاوي، منظر جماعة الإخوان، ومنظمة قطر الخيرية يرتبطان بمنظمة رابطة الثقافة في النمسا وعلى علاقة وثيقة بها وهو خطر أخر يجب أن يلتفت إليه المسئولون.
ومن هذا المنطلق نؤكد على أن الوقت قد حان لتدرك كل الدول الأوروبية حجم الخطر الإخواني عليها، وأن تبدأ بحماية أمنها ومواطنيها من أفكارها وسموم ثعابين الإرهاب التي يحملها قادتها وأعضاؤها، والتي قد تزعزع استقرارها.