في ضوء التوجيهات المستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لكافة مؤسسات الدولة وأجهزتها بضرورة العمل على مواجهة الأفكار السلبية ونشر الأفكار الصحيحة والإيجابية بين المواطنين لتصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة والرؤى الزائفة، وضعت الحكومة المصرية خطة إستراتيجية لبناء الإنسان المصرى، تلك الخطة قامت على مرتكزات رئيسية، في مقدمتها الثقافة والتى تمثل بدورها محورا رئيسيا في بناء الإنسان، كون أن الثقافة هى ذلك الجزء المشكل لفكر الإنسان والموجهة لحياته.
ومن هذا المنطلق، جاء تقرير الأداء الذى تقدمت به وزيرة الثقافة عن الأنشطة والفعاليات التى تم تنفيذها بالتنسيق والتعاون مع عدد من الوزارات في إطار هذه الخطة الحكومية لبناء الإنسان المصرى، حيث بزر تعاونها الجلى مع وزارة الأوقاف من خلال إصدار سلسلة "رؤية"، التى هدفت إلى نشر الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة في ضوء الكتاب والسنة، واجماع العلماء، بعيدًا عن الغلو والتطرف، وتم تدشينها خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب، وتضمنت إصداراتها 20 عنوانًا. ويذكر أنه جارى حاليا ترجمة بعض هذه الإصدارات إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما تم إتاحة كافة اصداراتها اون لاين، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة "خليك في البيت". كما كان ثمة تعاونا واضحا مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى في إطار ما قدمته وزارة الثقافة من محتوى ثقافى وفكرى وفنى وإبداعى ضمن مشروع بنك المعرفة، وهو التعاون ذاته الذى امتد مع وزارة الإعلام من خلال تخصيص عدد ساعات يومية لبث المواد الإبداعية التى تنتجها وزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها، حيث تشمل حفلات موسيقية وغنائية، وأوبرات وباليهات عالمية، واحتفالات بمناسبات قومية ودينية، وصالونات ثقافية، وأمسيات شعرية، ومعارض فنية، ومتاحف، وأفلام تسجيلية، وغيرها. إضافة إلى هذه الجهود برز جهد الوزارة في مجال تحقيق مبدأ العدالة الثقافية، من خلال حرصها على الوصول بالمنتج الثقافى لجميع ربوع وقرى الوطن بغرض اكتشاف وتنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، وخاصة في مجال المسرح، باعتباره أحد أهم ركائز العمل الثقافى والفنى نظرًا لإحتوائه على مجالات متعددة للإبداع. ولذا، فقد ابرمت الوزارة اتفاقا مع كل من وزارتى التخطيط والتنمية الاقتصادية، والإنتاج الحربى لشراء وتوريد عدد من المسارح المتنقلة.
وتتويجا لكل هذه الجهود، فازت وزارة الثقافة بمنحة مشروع " Creative Circles"، والمقدمة من مجموعة معاهد الاتحاد الأوروبى الوطنية للثقافة "EUNIC" ممثلة في معهد "جوتة"، حيث تعد هذه المنحة أول حاضنة أعمال لشباب رواد الأعمال في المجالات الثقافية والإبداعية في مصر، وتهدف إلى تدريب الشباب على كيفية تسويق المنتج الثقافى.
في ضوء ما سبق نؤكد على ان ما حققته وزارة الثقافة خلال النصف الاول من هذا العام الذى واجهت فيه مصر كما بقية العالم ازمة كوفيد 19 والتى فرضت مجموعة من التغيرات في حياة المجتمعات والافراد، يكشف عن أهمية العمل الثقافى كنافذة مهمة لبناء الإنسان المصرى، إذ تظل مبادرة خليك في البيت التى اطلقتها وزارة الثقافة بمشروعاتها المتنوعة والمختلفة واحدة من انجح المبادرات التى خففت من وطأة الساعات الطوال التى كان يقضيها الفرد في منزله، الامر الذى يتطلب مع عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجى توسيع حزمة البرامج والأنشطة الثقافية التى تقدمها وزارة الثقافة حتى يظل ثمة رابط مهم بين المواطن ومؤسساته الثقافية ينهل منها العلم والمعرفة والفكر الصحيح بعيدا عما تبثه جماعات الظلام والإرهاب.