الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السلام فى ليبيا وخطوات حتمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعرف القريب والبعيد أن أزمة ليبيا لا تقتصر على السراج وعقيلة صالح.. الملعب الليبي تحول إلى ساحة صراع عالمية وبالتالي لا يمكن التعامل مع بيان السراج الذي يقضي بوقف إطلاق النار باعتباره محطة فاصلة في الصراع أو اعتباره عودة صادقة تهدف إلى وحدة الأراضي الليبية.. أما رد عقيلة صالح في بيانه الذي يتوافق مع السراج على وقف إطلاق النار فلا يمكن اعتباره تخلى عن دور الجيش الوطني الليبي وقدرته على حسم الصراع.
الملعب الليبي الذي ارتبك بفعل هتلر التركي لا يمكن ترتيبه بحسن النوايا، الثابت في الملف الليبي هو أن تنظيم الإخوان المسلمين قد اقتطع طرابلس بمباركة المجتمع الدولي وأن ذلك التنظيم الذي ينطق باسمه اردوغان والسراج سوف يواصل خطة التآمر ضد ليبيا وجيرانها تماما كما الأفعى التي تتحايل لافتراس فريستها.
الترحيب العالمي لوقف إطلاق النار جاء مبينا علىآمال أن يتحقق السام في هذا البلد، ولكن مع الأخذ في الاعتبار احداث تغيير على الأرض، خضصوصا بشأن وجود أكثر من 20 ألف مرتزق أجنبي يتحركون بحرية في غرب ليبيا.
والبحث في ملف مهم وتحديد مستقبله، وهو ما يخص عقود واتفاقيات أبرمها السراج مع أردوغان تخص البر والبحر والسماء من تقسيم مياه المتوسط إلى إدارة كاملة لبعض الموانئ في ليبيا إلى تحكم بالمدفعية المضادة للطائرات في أكثر من موقع.
هذه الأمور وغيرها تحتاج إلى قرارات حاسمة تقضي بترحيل كل المرتزقة الأجانب حتى تعود مساحات من ليبيا إلى أحضان ليبيا الموحدة، وننوه هنا إلى أن إنعدام الثقة في المتأسلمين وأطماعهم وجشعهم ودمويتهم أمر أثبته التاريخ، وفكرة السراج عن الوطن لا تختلف عن فكرة سيد قطب ومهدي عاكف.. كلهم مقتنعون بأن الوطن حفنة من تراب عفن، فلا يعرف قيمة الأوطان إلا جيشها وشعبها، لذلك أرى أن المشوار مازال طويلا وأن الصراع في ليبيا سوف يدخل في منحنيات وزوايا وعض أصابع.
الجيش الوطني الليبي ومجلس النواب ومن يدعمهما يعرفون تماما أن اللعب السياسي مع ميليشيات التطرف هو لعب مع الثعابين السامة ولكن سوء الحظ يكمن في أن تلك الثعابين قد ترعرت داخل أجهزة مخابرات عالمية وأن الخيانة في زمننا المعاصر صارت منهجية وقد تظهر في صورة دولة مثل قطر أو حزب نازي مثل ذلك الحزب الذي يقوده أردوغان وسواء كان دولة أو حزب فلا يمكن التعامل معهما بمعزل عن الأخطبوط الأمريكي.
الجيش الوطني الليبي سيظل رقما صعبا في المعادلة الليبية لا يمكن تجاهله أو تجاوز مهمته الرئيسية المكلف بها وهي وحدة كامل التراب الليبي وطرد الميليشيات والمرتزقة وهو ما يمكن اعتباره تحرير جديد للوطن بعد تحرره فيما مضى من المستعمر الإيطالي.
مصر وخطوطها الحمراء وثقة القبائل بشرق ليبيا وجنوبها في الخطوات المصرية سيجعل الدور المصري أكثر حذرا وأكثر جسارة لو احتاج الأمر واعتقد ان بروتوكولات الترحيب ببيان السراج ورد عقيلة صالح ببيان مواز لوقف إطلاق النار هي بروتوكولات واجبة ولكنها لا تفضي إلى تراجع أو تنازل عن ثوابت أعلنتها مصر جامعة مانعة في مبادرة القاهرة.
الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت لأننا لا نعتبر أن بيانات السراج / عقيلة خطوة للخلف من أجل خطوتين للأمام.. نعتقد أن نظرة الحذر والترقب هي الواجبة وأن كل عناصر الضغط وأوراق الانتصار على الميليشيات الإرهابية ومن ورائها ستكون هي الحاسمة في الصراع.. شبعنا من حسن النوايا وتعلمنا الدرس.. لا أمان لمتأسلم مثل السراج ولن يحصل حفتر وعقيلة في التفاوض إلا على ما وصلت اليه المدافع.