هكذا الاستعمار دائما يلعب بكل الأوراق التي بين يديه وعلي كل الأحبال لتنفيذ مخططاته وتحقيق طموحاته غير المشروعة.. فالانتخابات الأمريكية القادمة في نوفمبر المقبل بمثابة كابوس للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه في البيت الأبيض وحزبه الجمهوري أيضا خاصة بعد أن كشفت آخر استطلاعات للرأي عن تقدم منافسه جون بايدن نائب الرئيس السابق.. فترامب لم يترك نفسه خلال فترة رئاسته بعيدا عن (الطحن) السياسي بعد أن أقحم نفسه وبلده في العديد من المنازعات تارة مع الصين وأخري مع حلفائه في أوروبا وثالثة مع روسيا ورابعة مع إيران، ناهيك عن دس أنفه في سوريا والعراق وأخيرا ليبيا التي أراه يأخذ بيد الرئيس التركي رجب أردوغان إلى رقصة الموت!
فاتفاق الهدنة بين وفاق السراج والبرلمان والجيش الليبي، نتمنى ألا يكون خدعة وإعادة لترتيب الأوراق من جديد على أمل سيطرة حكومة الوفاق على العاصمة طرابلس مقابل سعي أمريكا لنشر قواتها في الجفرة وسرت للسيطرة على معاقل النفط الليبي.
لكن ما لم يضع ترامب وأردوغان في حسابهما أن العالم لن يقبل هذا خاصة مصر وروسيا بل وحتي أوروبا، لأن إعلان القاهرة وقبله برلين يهتمان بوحدة الأراضي الليبية وخروج كل الميليشيات وجيوش الدول الأجنبية من القطر العربي، وعمل المصالحة لتمكين الشعب الليبي من إدارة أموره بنفسه وتشكيل حكومة وحدة وطنية.. ولن يقبل الليبيون بأقل من ذلك، ولن تسمح مصر بتحالف الشياطين الذي يهدد الأمن القومي!
ويبدو أن ترامب يسعى بالتضحية بالتركي أردوغان إذا أراد أن يقامر في هذا الجانب.
وهو في نفس الوقت يبذل جهودا مضنية للاستفادة من العقار الذي ستنتجه جامعة إكسفورد البريطانية مع كبرى شركات الأدوية هناك للخروج لعقار لعلاج كورونا يستفيد منه الأمريكان، ويكون ورقة رابحة لترامب قد تساعده في الفوز بالدورة الثانية للانتخابات!
فالسياسة لاتعرف الصداقة الدائمة أو العداوة المماثلة، لكنه الرئيس الأمريكي يدرك أيضا مدي أهمية وجود شهر عسل مع الروس في الفترة الحالية والذين عرفوا كيف يلعبون دورا مؤثرا في الانتخابات الأمريكية يقول عنه الخبراء أنه كان له فعل السحر في الإطاحة بهيلاري كلينتون في الانتخابات السابقة لصالح الرئيس ترامب.
كل الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات في القضايا الأساسية التي تشغل العالم حاليا خاصة في الشرق الأوسط والعلاقات الأمريكية الصينية وستتسارع وتيرة الأحداث مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية التي يصعب حتى على أبرز الخبراء والمحللين التكهن بما ستسفر عنه في ظل الأحداث الكثيرة التي يشهدها العالم حاليا، والتي أراها شخصيا سوف تمثل نواة لما سيكون عليه العالم خلال المرحلة المقبلة التي قد تشهد تغيرا مبدئيا في الخريطة العالمية، وبالتأكيد لن يصب في صالح الأمريكان.
والله من وراء القصد.