السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأحزاب ومواجهة التحديات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحياة السياسية تعبير يوضح نوعية وطبيعة النظام السياسي والممارسة السياسية،ولكنها تعبيرات مستحدثة جاءت بعد ظهور العلوم السياسية،وبالرغم من وجود الديمقراطية منذ ما قبل الميلاد في اليونان إلا أن هذه الديمقراطية تأخذ أشكالًا متعددة واساليب مختلفة وصولًا إلى حق المشاركة في اتخاذ القرار، والمشاركة هذه أخذت صور مختلفة في الممارسة من مشاركة مباشرة "ديمقراطية مباشرة " وهى أن يشارك الجميع في اتخاذ القرار، ثم كانت الديمقراطية غير المباشرة وهى التي تعتمد على قياس الرأي العام ومعرفة التوجهات الجماهيرية، ثم الديمقراطية النيابية وهى ان يختار الشعب نوابًا عنه يمثلونه في البرلمان،وذلك من خلال اختيار النائب على أرضية برنامجه السياسي والحزبي الذي يتوافق مع ظروف وحاجة ومشكلات المواطن، هنا تصبح الأحزاب بالمفهوم السياسي الصحيح هى الطريق إلى تطبيق التعددية، فلا ديمقراطية دون تعددية ولا تعددية دون أحزاب، حتى عندما كان هناك نظام الحزب الواحد كان الحزب يعبر عن مجموع الشعب في الوقت الذي كان يتواجد فيه الرأي الآخر المعارض في إطار مبدأ النقد والنقد الذاتي، وتاريخ الحياة الحزبية في مصر منذ منتصف القرن التاسع عشر مرت بعدة محطات كان أغلبها تسير في الإطار السلبي لا الإطار الإيجابي الحزبي بالمفهوم السياسي الصحيح، والمقصود هنا بالسلبي هو أن الأحزاب في مصر ومنذ البداية كانت تعتمد على الزعامات الفردية لا على البرامج السياسية والحزبية، والاعتماد على الفرد الزعيم هو نوع من تكريس وممارسة القبلية والجهوية ولا علاقة له بالاختيار السياسي المبني على موقف ورؤية سياسية، أما الاختيار على أرضية برامجية وحزبية تنتج برلمانا يمارس السياسة ويعبر عن الشعب وينوب عنه في الإطار السياسي لا الشخصي والذاتي، وظل الاعتماد على شخصية الزعيم حتى بعد عودة الحياة الحزبية عام 1971 فكان السادات(الحزب الوطني ) وإبراهيم شكري (حزب العمل) وخالد محيي الدين (حزب التجمع) وفؤاد سراج الدين (حزب الوفد)، ومع ذلك كان هناك شبه حياة حزبية لوجود أحزاب معارضة في مواجهة الحزب الوطني الحاكم، وبعد 25 يناير انفلتت ماسورة الأحزاب حتى أننا لا نعرف هذه الأحزاب لا شكلًا ولا موضوعًا ولا حتى اسمًا، هنا ومع هذه الكثرة العددية لهذه الأحزاب غابت الزعامات واختفت البرامج الحزبية التي يمكن أن نعرف من خلالها ماهية الحزب وموقفه السياسي، هنا ومن الطبيعي أن يكون البديل هو أحزاب بلا هوية حزبية ولا تعتمد على برامج ولا تعرف رؤية ولا تملك موقفًا وتفتقد للكوادر، وهنا يكون البديل عند الانتخابات هو الطرح الشخصي والذاتي والطائفي والجهوي والقبلي والأهم المالي، ولنركز على المالي خاصةً في ظل انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة خاصةً عندما أعلن أكثر من رئيس حزب في برامج تلفزيونية عن اختيار مرشح القائمة المطلقة،والتي لا يوجد مقابل لها وفاز كل مرشحيها بالتزكية.. هل بهذا نكون قد أسسنا لحياة حزبية وسياسية مهمة ومهمة بل واجبة وحتمية خاصةً في ظل الظروف والتحديات الغير مسبوقة التي يواجهها الوطن في كل الاتجاهات ؟! بكل وضوح وبكل صراحة فالإقبال الضعيف على التصويت في هذه الانتخابات كان سببه الكثير والكثير من الأسباب ولكن الأهم هو الاحساس الجماهيري العام بأن هذه الانتخابات شكلية أكثر منها انتخابات تنافسية تحفز الناخب للخروج وللاختيار، فلماذا يذهب الناخب في الجو الحار وفي ظل مخاوف كورونا كي ينتخب من أعلن أنهم فائزون من قبل التصويت ؟! 
الأحزاب الحقيقية هى حجر الزاوية حتى الآن وإلى حين لحياة سياسية حقيقية والوطن في أشد الاحتياج لهذه الحياة السياسية التي تعطي الفرصة للمؤيد أن يؤيد وللمعارض أن يعارض خاصةً أن المعارضة ذاتها جزء من النظام السياسي دستوريًا، وهذه المعارضة الدستورية الوطنية غير من يتخفون خلف ستار المعارضة بهدف هدم الوطن، فهؤلاء لهم القانون الذي خرجوا ودائمًا يخرجون عليه. انتخابات النواب قادمة فهل يمكن أن نقيم انتخابات الشيوخ ونستخلص النتائج الإيجابية ونقويها والسلبية لنزيلها حتى تكون بداية لحياة سياسية وحزبية تعمل لصالح الوطن وحتى يمكن جميعًا أن نتوحد لمواجهة التحديات المحيطة بنا ؟ نتمنى هذا. حفظ الله مصر وشعبها العظيم.