تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يبدوا أن منهج الإستفزاز هو سياسة عامة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظامه، فقد تم الكشف مؤخرا عن أنه في منتصف أغسطس الحالي، اصطدمت سفينة حربية تركية بأخرى يونانية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو ما اعتبرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية،استفزاز تركي ليس لليونان فقط، بل لكل أوروبا.
وقد حذر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "نافارا" بإسبانيا، "مايكل تانشوم" في مقاله في "فورين بوليسي"، من مواقف أنقرة المستفزة التي تزيد من حدة التوترات والمواجهات المحتملة مع قوى المنطقة والغرب، وربما تهدد باندلاع حرب أوروبية شرق أوسطية، وربما مواجهة بحرية.
الإصرار التركي على الحلول الإنفرادية، بفكرة الإستعمار، وإرسال سفينة للتنقيب عن الطاقة مع مرافقتها الحربية، للبحث عن النفط والغاز الطبيعي في المياه بالقرب من جزيرة "كاستيلوريزو" اليونانية التي تتبع إقليم أثينا البحري، هو دليل أخر على النهج "العثماني" القديم، وكأنه يعيد التاريخ في إدارة الولايات التابعة لما كان يسمى بالحكم العثماني.
والتحذير الأوروبي واضح وإن كان مازال يحتاج لقوة أكبر، خصوصا أن "تانشوم" يرى أن موجة التصعيد الأخيرة تهدد أكثر من أي وقت مضى، بالتحول إلى صراع متعدد الجنسيات، كما برزت أشكال من الدعم لليونان ضد تركيا، مثل قيام فرنسا بإرسال سفن حربية إلى المياه المتنازع عليها ووعدت بإرسال المزيد، كما أكدت مصر ودول أخرى تضامنهما مع أثينا، وإجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة.
ويبدو أن أردوغان لا يدرك ما يراه المراقبون في كل دول العالم، من أن تصعيداته المستمرة، وحماقاته في ليبيا، وما يجري من استفزازات، في شرق البحر المتوسط، يمكن أن يؤدي إلى دوامة أوروبية-شرق أوسطية، لا يعرف مداها أحد، ولكن المؤكد أن مصر وكل دول المنطقة لن تسمح للعثمانلي بذلك.