الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صبحي والكورونا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كان فيروس الكورونا هو الأشهر في عام ٢٠٢٠ وربما القرن كله فإن رمضان صبحي نجم المنتخب الوطني هو الأكثر تسليطا للأضواء عليه في مصر خلال هذا العام !
صحيح شتان الفارق حيث كورونا أرعب العالم بعد أن أصاب أكثر من ٢٠ مليون حول العالم وتجاوزت حالات الوفاة للمليون وحول العالم إلى قرية ساكنة في بداياته وحرم الطيران وصوت الماكينات وكذلك التقارب والتفاعل الطبيعي الذي يعيشه أبناء البشرية جمعاء.. لكن رمضان صبحي خلق جدلا كبيرا في الشارع الرياضي المصري بسبب قراره الخاص بالانتقال من النادي الأهلي لفريق بيراميدز والذي لم يتم بشكل نهائي حتى الآن.
وأصبح رمضان صبحي مادة خصبة لكل وسائل الإعلام ليست الرياضية فقط بل وبعض السياسية والتوك شو لأن القضية يتنفسها الشارع الرياضي بكل طوائفه!!
والكل يدلي بدلوه حسب هواه وانتمائه وأيضا تطويع المبادئ لرؤيته.. فالبعض يتهم رمضان صبحي بعدم الولاء والانتماء للقلعة الحمراء بل ووصل البعض إلى إتهامه بالخيانة ومثل هؤلاء نسوا أو تناسوا أن لغة الإحتراف لا تعرف مثل هذه المفردات لأنها أشبه بسوق العمل الذي يعتمد على العرض والطلب وهذا مايراه المخالفين للذين اتهموا رمضان صبحي بالخيانة.
والعجيب في الأمر أن الأغلبية غضت الطرف عن كل القضايا التي تعيشها المنطقة والعالم سواء ما يتعلق بالوضع في ليبيا أو الإحتقان في شرق البحر المتوسط بين اليونان وتركيا وقبرص بسبب قرصنة العثمانيين ومحاولاتهم التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية لليونان وقبرص وإرسال فرنسا قطع بحرية لتهديد الجانب التركي ومنعه من المغامرة التي قد تتسبب في نشوب حرب بين اليونان وتركيا.. كما تناسي الناس موضوع سد النهضة الذي دخل مراحله الحاسمة بعد أن كشرت مصر ومعها السودان عن أنيابهما ورفضا بشكل قاطع أي حل منفرد لملأ السد.
ويبقي رمضان صبحي حديث الساعة ويدخل معه أحمد فتحي على الخط بعد أن هدد بالبقاء في الأهلي بسبب الملايين التي سيحصل عليها صبحي نظير انتقاله والتي قد تصل لخمسة أضعاف ما سيحصل عليه فتحي الذي نسي أن الأهلي أغلق ملفه ولن يعود إليه مرة أخري ولو بالمجان !
المثير للدهشة دائما في مثل هذه الأمور أن الكل يحلل لنفسه ما فيه صالحه ويحرمه على الآخرين ويتشدقون بالمبادئ والقيم عندما يكون الأمر في غير صالحهم !!
لقد ارتدت الرياضة ثوب السياسة وباتت تشكل عبء نفسي على الجميع بسبب الجدل الذي تعيشه يوميا والصراعات الكثيرة بين الأندية والاتحادات بدلا من أن تصلح ما تفسده السياسة كماهي عادة الرياضة وأدوارها الإيجابية التي قامت بها في مناسبات كثيرة محلية منها وعالمية.
ياسادة يا كرام مصر تعيش مرحله مهمة من تاريخها وقد تكون الدولة الوحيدة التي تحقق نسبب نمو في ظل تغول فيروس كورونا وتفتتح مشروعات قومية آخرها الخط الرابع لمترو الأنفاق الذي افتتحه الرئيس السيسي يوم الأحد الماضي وفي نفس الوقت تمارس الدور السياسي بوعي شعبي مقبول يتعلق بانتخابات مجلس الشيوخ كما تسير الحياة بشكل رائع ومنتظم في استكمال العمل بالعاصمة الإدارية الجديدة حتى تنتقل إليها الحكومة العام القادم.. ورغم كل ذلك وغيره الكثير لا تزال قضية رمضان صبحي تتصدر المشهد الأمر الذي يبرهن على أن بعض مؤسسات الدولة خاصة المنوط بها توجيه الرأي العام وتنويره لم تقم بدورها على النحو الأكمل وبالتالي تحتاج إلى إعادة صياغة لإستيراتيجيتها وأهدافها كي تتسق باستيراتيجة الدولة ليسيرا جنبا إلى جنب حتى نري مصرنا العظيمة وهي تحتل المكانة التي تستحقها بين الأمم ونري مصر الحديثة المؤثرة في الحياة والسياسة العالمية وهذا ما سنراه قريبا بإذن الله.
والله من وراء القصد.