تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
الجحود رذيلة من الرذائل البشرية والتى وإن راقبناها لوجدناها قديمة قدم الإنسان، وقد تكون من الجينات التى خلقت مع الإنسان في الجانب الشرير من التصرفات التى يمكن للإنسان أن يختارها بمحض إرادته للتخلص من الإحساس بالمعروف تجاه صانعى الجميل، وتتدرج هذه الرذيلة في آثارها من الألم النفسى إلى ارتكاب الجرائم الشنعاء في حق أعز الناس من الأمهات والآباء وباقى الأهل من الأخوة والأخوات إلى الأصدقاء وعكس هذه الرذيلة هى صفة الوفاء وهى من الفضائل التى يتزين ويتحلى بها البشر الانقياء مهما كان قدرهم قل أو زاد، والغريب ما يحدث الآن من ممارسة الجحود بشكل عادى من الكثير من البشر وهم صنفان الصنف الأول لا يعلم أن ما يمارسه جحودا، وثانيهما من يعلم ويتخذه وسيلة للهروب من رد الجميل أما من لايعلم فهو في كارثة لأنه قد يكون تربى على هذا الأسلوب فاعتقد أن هذه هى طبائع الأمور من النصاحة والذكاء، أما من يعلم أن ما يمارسه جحودا وهو وسيلة كما قلنا للتملص من رد الجميل سواء ردًا معنويًا أو ردًا محسوسًا وهؤلاء إما أن التكبر ساقهم إلى هذا الموقف أو الحقد والحسد وهى رذائل تضاف إلى القائمة التى يحملونها من الموبقات ولعلم الخالق سبحانه وتعالى بطبيعة البشر فأوصى الأبناء بالوالدين ولم يوص الوالدين بالأبناء، وهنا يجب أن نتوقف لنستلهم الحكمة من هذا، وقد خص المولى سبحانه الفترة الزمنية التى أوصى الأبناء بوالديهم وهى فترة الكبر حيث قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) صدق الله العظيم هذه الفترة يضعف فيها الإنسان جسديا ويحتاج فعلًا للمساعدة ولكن هل هناك شك أن الأبناء سيرعون الآباء في هذه الفترة التاريخ والأيام أثبتت لنا أن الأبناء غير الأوفياء تمارس الجحود بكل بشاعة تجاه آبائهم لدرجة إلقائهم لآبائهم في الشارع بلا مأوى ولا نفقة ولا معين وهى أبشع جرائم الجحود في المقابل لم يوص المولى عز وجل الآباء بأبنائهم لأنهم لن يكونوا بنفس حالة الضعف التى تصيب الآباء في الكبر علاوة على أن حب الآباء للأبناء أكثر بكثير وهو مختلف كل الاختلاف عن حب الأبناء، من هنا يجب أن نبحث في أصل هذه الرذيلة وسبب وجودها هل التقاعس في زرع غريزة الوفاء من خلال التعليم والتثقيف والإعلام وتبغيض غريزة الجحود ما يعنى عدم الاهتمام بزرع الفضائل في الأطفال في الصغر. إن هذه الرذائل ليست مقصورة على الأشخاص في تأثيرها، ولكن يمتد تأثيرها على المجتمع كمثال المشردين في الشوارع ودور المسنين، كل تلك المشاهد هى نتيجة الجحود من الأهل والأبناء وللجحود أشكال أخرى الجحود على المجتمع ويتمثل في الخيانة وعدم الانتماء وليسوا الإرهابيين بعيدين عن تلك الرذيلة فهم آكلوا من خيرات هذه البلد ثم يدمرونها بلا عقل ونسوا نيلها وخبزها إذا نحن بصدد رذيلة من أهم الرذائل تدمر العلاقات الإنسانية والمجتمعات ومحاربتها يجب أن تبدأ من التعليم الأساسى، ويجب أن يكون هناك تخطيط في تعليم أولادنا من حيث حصر المبادئ التى يجب غرسها في المواطن المصرى.