في الثانى عشر من أغسطس من كل عام يحتفل العالم بيوم الشباب العالمى، ذلك اليوم الذى يذكر العالم بأن مستقبله في شبابه وأنهم هم عصب الحياة وقادة الغد، بما يعنى أن الاهتمام بهم ليس ترفا مجتمعيا أو وجاهة اجتماعية بقدر ما هو اهتمام ببناء متطلبات المستقبل ومواجهة تحدياته بكوادر قادرة على التعامل بحرفية واقتدار مع احتياجاته.
والحقيقة أن مصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو 2013 وهى تدرك جيدا قدر الشباب ومكانته ودوره في بناء الدولة العصرية التى يحلم بها المصريون والتى وعد ببنائها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى حرص منذ توليه المسئولية في عام 2014، أن يضع نصب عينيه ملف الشباب وتمكينهم بهدف صناعة نخبة مصرية قادرة على التعامل مع المستقبل وتحدياته، فكانت رعايته وحضوره المستمر لكافة المؤتمرات الوطنية للشباب ومنتديات شباب العالم، حرصا منه على أن بناء الحاضر وإن تطلب جهود مضنية في سبيل تغيير الواقع إلى الأفضل، فإن الحفاظ على استحقاقات المستقبل لا يمكن أن تتحقق إلا بسواعد الشباب وطاقاته وقوته.
ولذا كان حريصا كذلك على أن يتواجد مع الشباب في مثل هذا اليوم إذ غرد على تويتر مهنئا الشباب في يومه العالمى بتوجيه:" تحية تقدير واعزاز لشباب مصر الواعد المتحمس، الذي يمثل القوة الحقيقية لمصر في معركتها المقدسة للبقاء والبناء، فبسواعد شبابنا نخوض غمار التحدي، وأؤكد أن الدولة المصرية عازمة دائما وأبدا على دعم شبابها لتحقيق أحلامهم نحو الأمل والمستقبل"، مثل هذه الكلمات التى جاءت في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تكشف عن عمق الرؤية التى يحظى بها الشباب في فكره، كما تكشف كذلك عن عمق الرؤية في الدور المنوط بالشباب القيام به.
وغنى عن القول أن اهتمام الدولة بمختلف مؤسساتها بالشباب المصرى قد تجلى في العديد من المؤشرات والدلائل منها ارتفاع نسبة وجودهم تحت قبة البرلمان في الانتخابات التى جرت في عام 2015.. هذا إلى جانب اختيارهم كنواب للمحافظين والوزراء، كما جاء الاستحقاق النيابى الأخير المتمثل في انتخابات مجلس الشيوخ ليتأكد للجميع مدى حرص الدولة على أن يكون للشباب مكانة في مختلف أجهزتها ومؤسساتها.
نهاية القول إن الاهتمام بالشباب يعنى الاهتمام بالمستقبل والحرص على خوض غماره بآليات قادرة على التعامل مع تحدياته من ناحية، وتعظيم الاستفادة من فرصه من ناحية أخرى. مع الأخذ في الاعتبار أن الاهتمام الذى توليه الدولة للشباب يجب أن يقابله وعيا شبابيا بدوره في بناء دولته، إذ أنه من غير المقبول أن تبذل أجهزة الدولة المختلفة جهودا مضنية في سبيل النهوض بالشباب وتوعيتهم وتعليمهم وإعدادهم لتحمل المسئولية في حين نواجه في الوقت ذاته بعض الشباب الذين يحاولون التقليل من هذه الجهود وتلك المجهودات المبذولة.
وهنا بيت القصيد في كيفية توعية الشباب بالمخططات التى تحاك ضده في ظلمات الليل من جانب الجماعة الإرهابية واذنابها إذ تحاول دوما أن تبث روح الاحباط واليأس بين الشباب لإفشال البرامج الوطنية التى تقوم بها وزارات الدولة المختلفة للنهوض بالشباب والارتقاء بقدراته وتنمية مهاراته. ومن ثم، فالمسئولية هنا تقع على الشباب في وعيه وفهمه وإدراكه لمواقف وأهداف مثل هذه الجماعات الإرهابية التى لا تريد خيرا لمصر وأهلها وشبابها، فهل يدرك بعض الشباب الفارق بين ما تقوم به الدولة من أجل تنمية قدراته ومهاراته، وما تقوم به هذه الجماعات من أجل هدم قدراته؟