السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

داعش ينفذ أجندة «الدوحة» في بلاد الرافدين.. المخابرات العراقية تلقي القبض على 26 قطريا نقلوا أموالا وأسلحة إلى مجاميع إرهابية.. وضغوط لمنع استمرار هذا الدور المشبوه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أسئلة كثيرة ومعقدة أبرزها لماذا سقطت مدن العراق الكبيرة بهذه السرعة بيد تنظيم داعش؟ والسؤال الابرز لماذا العراق وسوريا بالتحديد؟ ظهر التنظيم في عام ٢٠٠٦ بعد مقتل أبومصعب الزرقاوي في محافظة ديالى العراقية القريبة من الحدود الايرانية وهنا علينا أن نضع ألف علامة استفهام (الحدود الإيرانية)؟

يعتقد أن "حركة الجهاد والتوحيد" التي ظهرت ( ٢٠٠٣ ) كتنظيم فعلي متحرك على ارض العراق شكلت في ايران وبالتحديد في مدينة "سربيل زهاب" بمحافظة كيلان غرب الواقعة غرب ايران (وهي ذات اغلبية سنية) وكانت هذه المحافظة احدى حواضن تنظيم القاعدة بعد هروب عناصره من افغانستان ولانها منطفة جبيلة وعرة وقريبة من الحدود العراقية والتركية ما سهل حركة أعضاء التنظيم ثم ان المنطقة تعاني من فقر شديد وإهمال من الحكومة الايرانية المتعصبة ضد السنة.

"محمد عبد الكريم" أو "أبوالعلاء الانباري" وهو ضابط في الجيش العراقي السابق ومن سكان مدينة الرمادي والذي جهز جيدا ليكون القائد الحقيقي للقاعدة عقب مقتل الزرقاوي اعتقل في الفترة من ٢٠٠٧ إلى ٢٠٠٩ ثم اخلت القوات العراقية والذي بايع ابوبكر البغدادي في نهاية عام ٢٠١٢ ليكون زعيما لتنظيم داعش والمفارقة المهمة والكبيرة ان محمد عبدالكريم هو احد الضباط المقربين في الحرس الخاص "قوة قتالية خاصة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين" والذي يشرف عليه أرشد ياسين التكريتي زوج اخت صدام حسين والمقيم في قطر؟؟؟ هو وقيقه اسعد ياسين الذي تربطه علاقة وثيقة بـ محمد المسفر " أستاذ العلوم السياسية في جامعة الدوحة " والذي كان اشد المدافعين عن نظام صدام حسين وأحد الشخصيات القطرية بالإضافة إلى وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم على علاقة بمجموعة ضباط "محطة الخليج " وهي خلية من المخابرات العراقية يدرها في زمن صدام حسين المدعو "عدنان سلمان " ضباط المخابرات المسئول عن ملف دول الخليج العربي. 

كل هولاء كانو ادوات قطر لدعم قيام تنظيم داعش في العراق بالإضافة إلى كمية الاموال التي صرفت عبر وسطاء من الإخوان المسلمين أردنيو وسوريو الجنسية. 



ثم الحادثة الاخيرة بعد ان القت المخابرات العراقية القبض على ٢٦ قطريا دخلوا بطريقة غير شرعية إلى العراق في عام ٢٠١٥ ونقلوا أموالا وأسلحة إلى مجاميع إرهابية ثم ما تلاها من ضغط إيراني لإطلاق سراحهم بعد ان سلمت رقاب المئات من أبناء السنة ليتم تصفيتهم على يد مليشيات طائفية، وهذه المجموعة القطرية كان وراء العديد من عمليات القتل الطائفي والمذهبي ولها صلات وعلاقات مزدوجة بين مليشيات شيعية ونتظيم داعش الإرهابي وهذا ما كشفة ضباط مخابرات عراقيون تابع التحقيقات مع هؤلاء القطريون.
لكن سرعان ما تدخلت ايران عبر محمد كوثراني "أبوزينب" هو عضو المجلس السياسي في حزب الله لبنان، ومسئول عن الملف العراقي في الحزب والذي التقى عددا من الشخصيات القطرية وكان محمد ابو طالب السعيدي (مسئول ملف المخطوفين في حزب الله العراق) وهو ايضا المسئول عن عملية التفاوض مع الحكومة القطرية واتفقوا على عملية إطلاق القطريين وهو ما تم بالفعل في مقابل تسليم نحو ألف سني لايران.



ثعالب قطر

ظل نجم الدين فرج أحمد "الملا كريكار" احد ابرز القيادات الدينية الكردية المتطرفة وهو الذي سهل للقطريين التواجد في كردستان العراق من خلال مجموعة شركات تم إنشاؤها في اربيل والسليمانية وتربطه علاقات جيدة برجال أعمال قطريين منهم فيصل الدوسري وهو اول من ساهم في بداية عام ٢٠٠١ في وضع استثمارات عقارية في اربيل هو ومشعل الدوسري والاخير له وابن ضابط في المخابرات القطرية والذي زار اربيل عشرات المرات في السنوات القليلة الماضية وله علاقة جيدة بـ مسرور برزاني " ابن مسعود برزاني " كما تربط القطريون علاقات جيدة ببعض عناصر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذين تم ترشيحهم من قبل الاطلاعات الايرانية ليكونوا الجسر القطري للوصول إلى جبال كردستان العراق ؟ لكن الاخطر من كل هذا علاقة منصور مسعود برزاني بـ بلال اردوغان نجل رجب طيب اردوغان وهنا يتاكد للجميع اسباب عدم تقدم تنظيم داعش لاحتلال اربيل وهي التي لا تبعد سوى ٦٠ كيلو مترا من الموصل و٤٠ كيلو مترا من كركوك وكلاهما احتلهما عناصر التنظيم عام ٢٠١٤.




ما بعد المقاطعة العربية

بصراحة، توقيت الدور القطري مع بعض أطراف ما يسمى بالمعارضة العراقية له أكثر من قراءة غير بريئة فالاعمق من ذلك، التحرك القطري باتجاه الملف الداخلي العراقي له صلة بما يجري في اليمن وسوريا وكل المنطقة، لأن الحرب في هذين البلدين (سوريا واليمن) تحتاج إلى أوراق ضغط على العراق اعتقادًا من قطر بالتحديد بأن ذلك هو ضغط على إيران وإن أبدت قطر تقاربا من الاخيرة. 

الدور القطري في العراق بهذه الطريقة يعني أن الدوحة تستعمل جماعات العنف في فرض واقع سياسي معين على المنطقة وتغيير في موازين القوى والنفوذ، كما أن الطريقة القطرية تعتمد على استمرار النزاعات والحروب الداخلية ودعم الايديولوجيات المتطرفة والطائفية ما يؤدي إلى تفكيك الدول الكبيرة إلى دول صغيرة مثل قطر.

لكن المؤشرات وكما وردتني من بغداد حتى الآن ان هناك اتجاها عراقيا للعمل على الضغط على قطر لوقف دعمها لداعش في العراق والنصرة في سوريا لقاء موقف حيادي عراقي واعتقد ان العراقيين لن يضحوا بحليف كبير مثل مصر ولا قوة كبيرة مؤثرة مثل السعودية والإمارات في ماقبل قطر التي هي أضعف من ان تكون دولة بمسمى ومقاسات الدول.