تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
من الغريب حقا أن بعض الناس حتى الآن يتشدقون بكلمات جوفاء لتحسبهم من المثقفين فيقول أحدهم (أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة) هكذا أصبح المتحدث ذا كيان ورأى فهو لا يؤمن بنظرية المؤامرة لأنه صاحب رؤية خاصة به أو فلسفة منفتحة على العالم وهو يعتقد أن جميع أهل الأرض يحبون بعضهم البعض وأن هذه الصراعات التى حولنا هى من صنع الإعلام،فالإعلام فقط هو المتآمر، وحين تسرد له الوقائع الدالة على وجود مؤامرة على المنطقة العربية يعارضك بقوله إن المؤامرة من داخلنا نحن أما الغرب فهم لا يفكرون فينا ولا يشغلون بالهم بنا،ويبدو أن هؤلاء جميعا من العميان،فمن لا يرى من ثقب الغربال فهو أعمى وهو لا يطلع على الصحافة الغربية أو مذكرات بعض القادة والزعماء الذين يعترفون بوجود المؤامرة،فعلى سبيل المثال لا الحصر تحدثنا في مقال سابق عن كتاب نصر بلا حرب للرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون والذى يتحدث في فصل منه صراحة عن أمن إسرائيل والذى لن يتحقق من وجهه نظره إلا بوصول التيارات الاصولية في المنطقة إلى الحكم وقد يظن البعض أن هذا الأمر يخالف المنطق،فمن المفترض أن أصحاب هذه التيارات من المتشددين الذين ينصبون العداء لإسرائيل ولكن الحقيقة كما يرى نيكسون أو كما أخبره وزير خارجيته الثعلب هنرى كيسنجر،ان المتشدد دائما هو أسهل في الانقياد من الوسطى أو المعتدل الذى يرى الأمور بمقياس العقل،فالمتعصبين والمتشددين يمكنك وبسهولة إختراقهم بإشعال نيران الفتنة بينهم من خلال أفكارهم ومعتقداتهم،ومن السهل مثلا أن تشعل حربا بين السنى والشيعى وبين السلفى والاخوانى وبين الصوفي والسلفي،وعلى هذا فلا بد من تأجيج الاختلافات وتربية الصغار على كراهية الاخر وعلى ما أسموه فقه الاولويات،وذلك حين يتحول قتال جيش مصر العظيم ليكون أهم وأولى من قتال جيش إسرائيل وحين يصبح الشعار ان تحرير القدس لن يتم الا بتحرير القاهرة أولا،والسؤال الذى يحيرنى: ممن سيتم تحريرها ياترى؟ هل من أهلها الذين يعشقون ترابها أم من رجال جيشها البواسل،وحين تتحدث كونداليزا رايس في 2006 عن رياح التغيير التى ستهب على المنطقة العربية مع نهاية 2010 وأن فوضى ستعم المنطقة بأسرها لتخلق نظما ودولا جديدة ولذا فهى فوضى خلاقه ثم يرفض السيد عمرو موسى وقتها هذا الرأى ويؤكد أن السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية لا تعى حقيقة الشعوب العربية وان الانظمة فيها مبنيه على العصبيات بالدرجة الاولى،ولكن يبدو يا أستاذ عمرو أنك لم تكن تفطن إلى وجود مؤامرة يتم التحضير لها ويتم صرف المليارات لتحقيق اهدافها،وكنا مثله لا نعرف أن بعض الشباب يتدرب في صربيا على قلب نظام الحكم وكيفية استغلال الواقع الأليم لاقناع الناس بحتمية التغيير،وكان يتعلمون في محاضرات كيفية التأثير في الناس عن طريق الإنترنت ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي وعلى ترديد شعار(الشعب يريد اسقاط النظام) وكيفية تحطيم هيبة الدولة،وذلك لتعم الفوضى من اجل اعادة تقسيم المنطقة من جديد إلى دويلات صغيرة متجاورة ولكنها متحاربة بسبب الخلافات المذهبية أو العصبية أو القبلية،وطالما وجد الخلاف سهلت السيطرة،فالكل يريد الحماية من الدولة الاولى في ظل عدم وجود قوى اخرى عالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى بمؤامرة تحدث عنها نيكسون في نفس هذا الكتاب والذى اتوقف امامه طويلا لانه يعترف صراحة بوجود مؤامرة بدأ التفكير فيها عقب نصر أكتوبر 73،انهم لايريدون تكرار ماحدث من هزيمة للجيش الاسرائيلى الذى يحارب بسلاح امريكى،واليوم وعلى صفحات الإنترنت الكثير من الفيديوهات للمسئولين في أجهزة المخابرات الأمريكية والذين يقولون صراحة نحن متآمرون عليكم ولكننا نثق أنكم لن تصدقوننا،وإذا اطلعت على تقرير لجنة أجرانات التي شكلها الكنيست الاسرائيلى عقب هزيمتهم في حرب أكتوبر ستجد توصية واضحة بضرورة تشويه رموز أكتوبر،حتى لايثق المصرى بأى شيء،ومنذ استغلت مواقع التواصل الاجتماعي في الحرب المخابرتية الدائرة بين الدول ونحن نلاحظ أن تشويها متعمدا يحدث لكل الرموز الوطنية والتاريخية للعرب وللمصريين،فخالد بن الوليد سيف الله المسلول تلوكه الأقلام على فيس بوك بأنه قتل مالك بن نويرة من اجل امرأة وهذا غير صحيح ولكن من يقرأ ومن يبحث.
وللحديث بقية