السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

موقفنا.. مجنون الخلافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحلم باستعادة عصر السلاطين، يبدو أنه هاجس لا يفارق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحول في المرحلة الحالية إلى حالة من الجنون، ويريد أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، بعكس ناموس الطبيعة، دون إدراك بأن العالم لا يمكن أن يعود للخلف وأن ذلك ضرب من الخيال.
إلا أن الوهم سيطر عليه، وليس من المهم أن يتم ذلك بأي وسيلة ولو على حساب الشعب التركي نفسه، والذي يعيش حاليا تحت ضغوط اقتصادية عديدة، وليس أيضا من المهم أن تأتي محاولاته الفاشلة على حساب دول وشعوب أخرى، ونهب ثروات بلدان، تحت زعم أنه العثمانيين كانوا "محتلين" لبلدان في زمن ما.
وما أزعج أردوغان ونظامه، هذا الموقف العربي والدولي ضد كل تدخلاته تركيا ليس في ليبيا فقط، بل في سوريا والعراق، والتي يعتبرها الجميع أنها نوع من البلطجة السياسية، ولا يمكن وصفها إلا بأنها إرهاب بالمعني الحرفي للكلمة، حيث يواصل إرسال المرتزقة إلى الأراضي الليبية، ليس من سوريا فقط، بل أيضا من الصومال، والذي تجاوز عددهم الآن الـ16 ألفًا، وهو ما يتطلب موقفا دوليا لردع هذا "المجنون بالخلافة".
وليس مستغربًا أن نسمعه يقول "عازمون على تتويج نضالنا الممتد من سوريا والعراق حتى ليبيا، بالنصر، لنا ولأشقائنا هناك"، ومن يقرأ ويحلل هذا الكلام يتأكد جيدًا أنه رجل خارج التاريخ وقادم من القرن الـ15 إلى القرن الـ21، بحلم سلطاني، ليس له أي أساس على أرض الواقع.
وكلمات "مجنون الخلافة" تشير إلى تعطشه لمزيد من نشر الإرهاب، في كل أرض تطأها قدمه، ومرتزقته، ونموذج الإرهاب الذي إنتشر على يد أردوغان في سوريا والعراق، يريد أن يكرره في ليبيا، لتحقيق ما يسميه "نصر مزعوم"، فالنصر في العرف يكون لصاحب حق، وليس لمجنون يريد أن يعيد الخلافة من قاع التاريخ، فما زال أردوغان يرتدي ثوب السلاطين في الزمن المجهول، وشعاره "الدم مقابل سلطة وهمية".
ويعتبر "مجنون الخلافة" أن تدخله في ليبيا شرعي، وما عدا ذلك من تدخلات، حتى من دول الجوار غير شرعي، فهل هناك جنون أكثر من ذلك؟!
كل هذا وغيره، يؤكد أن نظام وفكر وسياسة وأحلام أردوغان قادمة من تاريخ مضى، إلى عصر مختلف، وتحتاج إلى موقع آخر، لا يمكن أن يكون كرسي الحكم في تركيا، بعدما أصبح عبئا على الأتراك أنفسهم، قبل أن يكون عبئًا على العالم.
(البوابة)