.. لن تجد ما ستقوله لربك غدًا يا "فايز السراج"، ستقف أمامه رأسك فى الأرض من العار الذى التصق بك، ستقف مُنزويًا، مكسورًا، ملومًا، محسورًا، مرسومًا على وجهك "ختم الخيانة"، سيُحاسبك الله فى يوم الحساب فهو يوم مقداره خمسين ألف سنة ستقف فيه أمامه وسيكون الحساب على كل جُرم ارتكبته فى حق بلد "عمر المُختار"، ستُحاسب على ما ارتكبته فى حق بلدك وأهلها وثرواتها وحدودها وكيانها وأمنها وسلامتها.
سيُحاسبك الله _ عزوجل _ حسابًا عسيرًا، لأنك تسعى لتقسيم ليبيا، وتشتيت أهلها، والتفريق بين عوائلها وشيوخها وقبائلها، لم تُحافظ على بلدك ولَم تُجمِع أهلها، لم تُحافظ على خيراتها ولَم يستفِد بها الليبيون، حتى أموال الشعب الليبى الموجودة فى البنوك بالمليارات بددتها وتصرفت فيها وكأنها أموالك الخاصة، بددتها فى الفاضى وعلى الفاضى وتركتها لـ "أردوغان" وعصابته فى "إسطنبول" وميليشياته فى "طرابلس".
.. سلمت بلدك لِمُستعمر جديد، سينهبُها، ويسرقُها، ويسلِبُ حقوق الشعب الليبى الشقيق، الذى عانى كثيرًا طيلة سنوات ماضية، وسيظل يُعانى لسنوات طويلة قادمة، سيُكتب اسمك فى أسوأ وأقبح صفحات التاريخ وتحديدًا فى الصفحة التى سيكون عنوانها: هؤلاء باعوا أوطانهم، بِعت "ليبيا" بالرخيص رغم أنها غالية على شعبها وعلينا، بِعت "ليبيا" بالرخيص رغم أنها غالية ولا يُمكن أن تُباع لأنها بلد الشهيد عمر المختار الذى زرع فى الليبيين الكفاح والنضال ضد المُحتل، إسأل شيوخ القبائل من أول "طُبرق وبنى غازى وسرت والزنتان ومُصراته" حتى "طرابلس" سيقولون لك بصوت عالٍ: لا للمُحتل التركى الذى إستقدمته ووقعت معه إتفاقيتين أمنية وعسكرية، لا لحكومتك التى تُسميها "حكومة وفاق"، فأنت لم تعُد رئيسًا للحكومة، ولَم تكُن يومًا حكومتك "حكومة وفاق"، ولَم تعُد "حكومة وفاق" لأنها فقدت شرعيتها، ولَم تأخذ شرعيتها من البرلمان الليبى المُنتخب.
.. أى "حكومة" تتحدث عنها يا "السراج" ؟، إنها حكومة العار التى استقدمت عراب الخراب العربى "برنارد ليفى" على طائرة خاصة وتحت حراستها وجهزت له جولات ولقاءات مع عدد من المسئولين الليبيين من أتباعِك، إنها حكومة الإخوان التى يتحكم فيها "فتحى باشاغا" وزير داخليتك الذى وضع يده معك فى يد الأتراك ووقع معهم الاتفاقيتين المنبوذتين، إنها حكومة لا تسيطر إلا على (٩ ٪ ) فقط من الأراضى الليبية فقط وتحتمى بالإرهابيين المُسلحين الذى يخضعون لأمرة الإخوان، كيف لك أن تُطلق على ميليشيات إخوانية مُسلحة تُسمى نفسها "البنيان المرصوص" بأنها "جيش ليبى" ؟، هل تُريد أن تُقنع نفسك بأن ميليشيات مُسلحة ذهب قياداتها إلى "قطر" وإعترفوا بالحصول على دعم قطرى بأنهم "جيش ليبى" ؟، هل تستطع عقد لقاءات مع شيوخ القبائل فى طبرق وبنى غازى وسرت ؟، إذن فكيف تكون رئيس حكومتهم ؟، هل سمعت الشيخ حافظ خطاب وهو حفيد الشهيد البطل عمر المختار حينما قال: لن نستسلم ونحن نسير على درب أجدادنا الأولين ؟، هل لم تقرأ ما قاله الرئيس الجزائرى الأسبق هوارى بومدين حينما قال (من يخون وطنه فقد خان ربه ودينه وشرفه وأهله، موته أشرف له من حياته)، للأسف الشديد: مع كل طلعة شمس يوم جديد سيتذكرك الليبيون بأنك من أتيت بالأتراك ليحتلوا طرابلس ويفعلوا بها ما يشاؤن دون رقيب أو حسيب، فنحن عرفنا وتعلمنا أن "قٓدٓم المرء يجب أن تكون مغروسة فى وطنه" لكننا وجدنا قٓدٓمك مغروسة فى تركيا، ووجدناك خنجرًا مغروسًا فى ضهر وطنك.
.. لن يموت الأمل في قلوب "أحفاد عمر المختار" بتطهير بلدهم منك ومن أتباعك لأنه بين ثانية وثانية أخرى يحيا الأمل، وإعلم أنه ليس أسوأ عاقبة عند الله من رجُل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها، فأنت لم تنم عن أمور الليبيين بل أنك وفى وضح النهار جئت بالمُحتل وساعدته على احتلال بلدك الغنى بثرواته فوق أرضه وتحتها والتى تُقدر بمئات المليارات.