"بعض قوانين الدولة التى تستهدف محاربة الجريمة أكثر إجرامية منها" من أقوال فردريك إنجلز الذى تحل ذكرى رحيله أوائل أغسطس القرن قبل الماضى.
هو فريدريك إنجلز المولود فى بارمن، بروسيا (حاليًا فوبرتال، ألمانيا) وكان رحيله فى 5 أغسطس 1895.
تقول الموسوعة الحرة عنه: كان فيلسوفا ورجل صناعة يُلقّب بأبو النظرية الماركسية إلى جانب كارل ماركس. اشتغل بالصناعة وعلم الاجتماع وكان كاتبا ومنظرا سياسيا وفيلسوفا.
فى عام 1845، نشر كتابه حالة الطبقة العاملة فى إنجلترا اعتمادا على ملاحظاته وأبحاثه الشخصية. وفى عام 1848، أصدر مع ماركس، بيانهما المشهور والمعروف ببيان الحزب الشيوعى، والذى يسمى اختصارًا البيان الشيوعي.
التقى فريديك إنجلز فى باريس بكارل ماركس عام 1844، والذى كان يراسله منذ مدة. وفى باريس، تأثر ماركس بفكر الاشتراكيين الفرنسيين والحياة الفرنسية، وهناك كتب إنجلز وماركس كتاب "العائلة المقدسة"، قبل عام من صدور كتاب "حالة الطبقة العاملة فى إنجلترا"، ليضع الأسس للاشتراكية العلمية.
ومن عام 1845 إلى عام 1847، عاش إنجلز فى بروكسل وباريس، رابطا دراسته العلمية بالنشاط العملى بين العمال الألمان فى هاتين المدينتين. وفى تلك الفترة أقام ماركس وإنجلز علاقات مع المنظمة الألمانية السرية المسماة "عصبة الشيوعيين" التى عهدت لهما بعرض المبادئ الأساسية للاشتراكية، التى صاغاها.
أما ثورة عام 1848، التى اندلعت أولاً فى باريس، ثم امتدت إلى البلدان الأخرى فى أوروبا الغربية، فقد جعلت ماركس وإنجلز يقرران العودة إلى بلادهما، حيث أصدرا "جريدة الراين الجديدة" التى كانت تصدر فى مدينة كولونيا. وكانا محور جميع المساعى الثورية الديمقراطية فى بروسيا، وقد دافعا بأقصى القوة والعزم عن مصالح الشعب والحرية ضد ما وصفوه بالقوى الرجعية، غير أن الغلبة كانت لهذه القوى، فأوقفت الجريدة، وطرد ماركس حيث كانت قد انتزعت جنسيته البروسية أثناء هجرته، أما إنجلز فقد اشترك فى انتفاضة الشعب المسلحة فى ثلاث معارك، وبعد الهزيمة هرب إلى لندن عن طريق سويسرا.
بعد حركة 1848 – 1849، لم يكن نشاط ماركس وإنجلز فى المنفى فى ميدان العلم فقط، فقد أسس ماركس فى سنة 1864 "جمعية العمال العالمية" التى قادها لمدة عشر سنوات، وكذلك أسهم إنجلز بقسط نشيط فى شؤونها، أما "الجمعية العالمية" التى كانت حسب فكرة ماركس توحد البروليتاريين من جميع البلدان فقد كان نشاطها ذا أهمية كبرى فى تطور الحركة العمالية. وبعد وفاة ماركس، أصبح إنجلز المستشار والمرشد للاشتراكيين الأوروبيين.
وكان ماركس قد تفرغ فى لندن لكتابة مؤلفه الشهير "الرأسمال" وبعد ربع قرن صدر الجزء الأول الذى يعد دستور ومنهج الاشتراكية العلمية وبعد وفاة ماركس، نشر إنجلز الجزئين الثانى والثالث من هذا الكتاب. إضافة إلى ذلك، نظم إنجلز مختلف تخمينات كارل ماركس فى الجزء الرابع من كتاب الرأسمال .
تقول الباحثة والكاتبة اللبنانية هيفاء أحمد الجندى بلغة بلدها: أمنيتى كانت بهالحياة انو يكون عندى رفيق وصديق بأخلاق قديس الفكر الشيوعى النبيل إنجلز.. كنت على الأقل واجهت خصومى وأعدائى والمسوخ الموجودين حولى وأنا واقفة على رجل واحدة! هلق مضطرة أواجه وأنا واقفة على رجلتين انو يكون عندك رفيق متل إنجلز هيدا يعنى بانو فى جدار صلب خلفك عم يحميك ويصد عنك كل الطعنات والتواطؤ والتآمر.. إنجلز قبل أن يكون فيلسوفا ومفكرا شيوعيا كان رجلا! ولم يكن مسخا! وكان فى غاية الرقة والعذوبة والتواضع وكان يقول دوما أنا لا أستحق هذا المجد والتكريم من يستحقه هو ماركس مع انو ساهم بتبسيط رأس المال وتلخيصه هيدا اذا ما ساهم بكتابة بعض فصوله! هيدا إذا ما بدنا نحكى عن مساعداته المالية المستمرة لماركس ولولا هيدى المساعدات لكان ماركس مات من الجوع وكنا خسرنا ماركس ورأس المال.
إنجلز هيدا القديس سليل أسرة ملاكين وأرستقراطيين بس ما بحياته تصرف كملاك وأرستقراطى والدليل بانو تزوج هيدا الفيلسوف بحق عاملة أمية بالكاد بتعرف القراءة والكتابة وهو الذى كان يتقن اكتر من سبع لغات، حيث أتقن الإنكليزية والروسية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والأيرلندية والأسبانية والبولندية.
إنجلز لم يكن منظرا ثوريا وحسب بل كان مناضلا وكان دائم التواجد فى ساحات النضال مع العمال والسلاح اللى كان بيده هو سلاح الفهم والوعى والمعرفة.... مش سلاح جبهة النصرة وفيلق الرحمن.
فى ذكرى رحيله.. ألف تحية.
