الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العام الدراسي الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل تعود المدارس والجامعات إلى استقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد رغم استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، ورغم عدم التوصل إلى طُعْمْ فعًال بعد؟

هذا هو السؤال الذي يدور في كل المؤسسات التعليمية حول العالم، وهو مانحاول إلقاء الضوء عليه في هذا المقال.

وفي تقرير لمجلة الايكونوميست بتاريخ ١٨ يوليو ٢٠٢٠ بعنوان "مخاطر استمرار غلق المدارس تزيد بكثير عن مزاياه"، والذي أعدته مجموعة من خبراء التعليم والاجتماع والاقتصاد والسياسة من كل دول العالم، والذي أكد على ضرورة اعادة إفتتاح المدارس، واعادة استئناف الدراسة التفاعلية، حرصا على مستقبل الاجيال القادمة.
خَلُصَ التقرير إلى ضرورة عودة الدراسة مع بداية العام الدراسي الجديد وذلك للأسباب التالية:
١- تعرض التلاميذ (أقل من ١٨ سنة) إلى الاصابة بفيروس كورونا المستجد أقل من (٣٠-٥٠٪؜) اذا ماقورنت بالبالغين.

٢- تعرض الأطفال (أقل من ١٠ سنوات) تقل ١٠٠٠ مرة عن معدل اصابة كبار السن (من ٧٠-٧٩ سنة).
٣- انتقال الفيروس من التلاميذ إلى المدرسين والبالغين العاملين في الحضانة والمدارس الابتدائية لايزيد عن المعدل العام في المجتمع (حسب الاحصائيات التي اعلنتها السويد)، والتي لم تتوقف فيها الدراسة أثناء الجائحة.
٤- مخاطر استمرار غلق الدراسة تمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل المجتمعات والافراد، خاصة في المجتمعات الفقيرة، للاسباب التالية:
أ- قلة تحصيل التلاميذ خارج إطار المدراس، وفقدان عادة التعلم المستمر.
ب- التعليم عن بُعْد (باستخدام طرق التعليم الإلكتروني)، غير فعال ومردوده ضعيف بالمقارنة بالتعليم داخل الفصول الدراسية.
ج- الأطفال في المجتمعات الفقيرة ربما يعانون أكثر، نظرًا لضعف شبكات الإنترنت، ولعدم مقدرة أولياء أمورهم على مساعدتهم.
د- بقاء الأطفال في البيوت يُمَثل تهديدًا لعمل أولياء الأمور (خاصة الامهات)، ويساعد على نقص دخل الاسرة.
هـ- بقاء الأطفال خارج المدارس أدي إلى زيادة العنف ضدهم، وتعرضهم إلى أمراض نقص التغذية، والمرض النفسي والعزلة والاكتئاب.
وحسب تقديرات مؤسسة حماية الطفل الخيرية، فإن مالا يقل عن ١٠ مليون طفل قد تركوا التعليم بسبب جائحة كورونا، معظمهم من الفتيات. وحسب تقديرات البنك الدولي، فأن استمرار غلق المدارس لمدة خمسة اشهر، قد نتج عنه خسارة مادية تعادل مليارات الدولارات (مايعادل ٧٪؜ من الدخل القومي للبلدان الفقيرة).
ومع التوصية بضرورة عودة التلاميذ إلى المدارس، أوصي التقرير بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وتوفير المتطلبات اللوجستية والمالية لبدء الدراسة واهمها:
١-توفير الأموال اللازمة لشراء ادوات النظافه والتعقيم في المدارس.
٢- تعديل جداول الدراسة وجعلها أكثر مرونة وتقليل أعداد التلاميذ في الفصول.
٣- زيادة الانفاق على التعليم من قبل الحكومات، وزيادة التبرع للمدارس من قبل الاغنياء.
٤- مساعدة الدول الفقيرة ( أو اسقاط ديونها) لكي تستطيع ان تواجه تبعات الجائحة، وان تنهض بالتعليم.
وفي مصر، أعلنت كل من وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالي عن عودة الدراسة إلى المدارس والجامعات المصرية يوم ١٧ أكتوبر القادم، وفق جداول محددة. وهو قرار سليم ويعكس حرص الحكومة على الاهتمام بالتعليم، وحماية الجيل القادم من المصريين من تبعات التوقف الطويل، أو التسرب من التعليم.
وكل عام ومصر وأهلها بخير بمناسبة حلول عيد الاضحي المبارك.