دعا "لقاء الجمهورية" اللبناني (تيار سياسي برئاسة الرئيس السابق ميشال سليمان) إلى إقرار استراتيجية دفاعية للبنان يتم بمقتضاها حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها، مؤكدا أن التوتر الحدودي الذي شهده لبنان قبل يومين لا ينتهي بإدانة خرق إسرائيل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والسيادة اللبنانية.
وأعرب لقاء الجمهورية – في بيان له عقب اجتماع لأعضائه اليوم – عن دهشته إزاء عدم اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي سياسة نقل الأزمات من خارج الجغرافيا اللبنانية إلى داخلها. متسائلا: "أين مجلس الوزراء من استهداف سياسة الحياد عبر تحويل لبنان إلى ساحة لصراعات الدول؟".
ويُقصد بالاستراتيجية الدفاعية الجانبين السياسي والعسكري وإمساك الدولة وحدها ودون غيرها بقرار الحرب والسلم، وذلك في مجال مجابهة المخاطر التي تتهدد لبنان، وفي مقدمتها آلية مواجهة الدولة للاعتداءات الإسرائيلية والإرهاب، وهو الأمر الذي يعتبره حزب الله محاولة تستهدف تجريده من سلاحه.
وشهدت منطقة الجنوب اللبناني قبل يومين قصفا مدفعيا مكثفا من جانب الجيش الإسرائيلي، بعدما قالت إسرائيل إن مجموعة تابعة لحزب الله حاولت التسلل لتنفيذ هجوم مسلح، الأمر الذي نفاه حزب الله مؤكدا عدم صحة المزاعم الإسرائيلية وأنه لم يقدم على هذا الأمر.
من ناحية أخرى، أعرب لقاء الجمهورية عن امتعاضه من تعليقات رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب في شأن الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
وقال لقاء الجمهورية: "الاستخفاف بمهمة الزائر الأبرز للبنان منذ اندلاع ثورة 17 أكتوبر الماضي المحقة، وهو رئيس الدبلوماسية الفرنسية الذي جاء ليُعبر عن مدى استعداد دولته وغيرها من الدول للوقوف إلى جانب لبنان في محنته شرط قيام السلطات اللبنانية بمساعدة نفسها، لا يساهم في إنقاذ لبنان ولا يحافظ على صورته الرسمية في التعاطي الدبلوماسي".
وكان دياب قد صرح خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد أمس، أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي لودريان إلى بيروت لا تحمل جديدا، حيث اعتمد أسلوب التحذير من التأخير بالإصلاحات وربط أي مساعدة للبنان بها.
وقال دياب: "بغض النظر عن تحذيرات الوزير الفرنسي، وعن نقص المعلومات التي لديه عن حجم الإصلاحات التي قامت بها الحكومة، إلا أن كلامه مؤشر على نقطتين، الأولى أن القرار الدولي بعدم مساعدة لبنان ما زال ساري المفعول، والثاني أن بلادنا في حاجة إلى تحصين الوضع الداخلي".