الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نادي القرن.. والقرن الأفريقي!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من العجب العجاب أن يكون هناك أناس ليس لديهم استشعار حقيقي بما يدور حولهم وما يحاك بالوطن العظيم من مؤامرات خارجية من كل حدب وصوب.. مثل هذه المؤامرات تجعل البلد في أمس الحاجة إلى الاصطفاف الداخلي كون تلك الجبهة تمثل القوى الناعمة الحقيقية والسند الأول والرئيسي للجيش والقيادة السياسية والأجهزة السيادية التي تعمل ليل نهار دون كلل أو ملل للمحافظة على الأمن القومي المصري والعربي، وتحافظ على مقدرات الدولة، وتسعى إلى تعزيزها للوصول إلى المكانة التي تستحقها مصرنا الحبيبة وسط الأمم.
فلا صوت الآن يعلو فوق صوت الأمن القومي والوقوف بكل قوة وصلابة سواء لما يحدث في ليبيا التي تمثل جزء أصيل من أمننا القومي أو ما يدور من مؤامرات مستمرة في القرن الأفريقي في محاولة لنزع جزء من حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.. فمصر تعرف ماحدث من سدود الدولة العثمانية التي أضاعت على العراق وسوريا أكثر من نصف حصصهم من المياه بعد أن دخلت العراق المفاوضات التي حدثت قبل عام بحسن نية في الوقت الذي كانت فيه تركيا مستمرة في بناء أحد السدود وبعد الانتهاء منه وتحقيق المراد أوقفت المباحثات مع الدولة العراقية!!
ومصر تنتبه لذلك جيدا في مفاوضات سد النهضة التي تقودها مع السودان وإثيوبيا التي يقف وراءها دول عديدة بمخابراتها وأجهزتها المختلفة أملا في التأثير على الجائزة الكبرى مصرنا الحبيبة والتي حرمتهم من تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير في خريف يناير ٢٠١١.
فمصر عصية على الدول الاستعمارية التي لا تريد لها التقدم والتطور كون هذا الأمر سوف يقضي على أحلامهم ويهدد صغيرتهم المدللة إسرائيل والتي يعتبرونها شوكتهم الحادة في قلب العرب والشرق الأوسط.. كما حبا الله مصرنا العظيمة رجال نجحوا في إفشال مخططات ومخابرات أقوي الدول على مدى السنوات الست الماضية في معارك خفية وشديدة التعقيد سوف نفرد لها مقالات في المستقبل القريب.
فمصر تجيد اللعب وبكفاءة عالية على أكثر من جبهة بل يزيدها مثل هذا التآمر قوة على دحر كل ما يحاك بها وتحويل التراب القومي العربي إلى مقبرة لكل من تسول له نفسه الطمع في ثرواته.
لقد استوعبت القيادة المصرية كل الدروس القوية التي حدثت خلال هذا العقد بكل براعة وباتت لا تترك شيئا للصدفة أو تنتظر بعض الأمور المهمة لتتعامل معها بأسلوب رد الفعل بل أصبحت صاحبة الخطوات الاستباقية مثلما حدث في عملية تنويع السلاح والخروج من تحت العباءة الأمريكية فأصبحت مصر قوة كبيرة يحسب لها العالم ألف حساب بل وقفزت مركزين دفعة واحدة قبل أيام قليلة في ترتيب الجيوش العالمية ليصبح جيشنا في المركز التاسع عالميا والأول على منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا متفوقا على إسرائيل وإيران وتركيا.
لذلك لا نخشى مما يدور حولنا من مؤامرات لثقتنا الكبيرة في القيادة المصرية وعلى رأسها الزعيم عبد الفتاح السيسي وطبعا ثقتنا الغالية في خير أجناد الأرض وصلابة الجبهة الداخلية التي تتحول لمائة مليون مقاتل في الأوقات الحاسمة.
ولأن الوقت لا يسمح بأي انقسامات حتى ولو كانت شكلية يمكن التأثير السلبي على الجبهة الداخلية فأتصور أنه ليس الزمان ولا المكان مناسبين للدخول في معركة هامشية ليس لها مكان من الإعراب حاليا بين قطبين يفترض أن يكون المسئولون عنهما في وعي كبير بما يدور حولنا وانشغال الدولة بالمؤامرات التي يخطط لها أعداء الأمة ونفكر في نادي القرن ومن له الحق في اللقب بعد أن وضع له الكاف مقاييس مختلفة عن احتساب الفائز بأكبر عدد من البطولات!!
هذا الأمر يجب أن يتوقف الحديث حوله الآن لمنع حدوث احتقان بين أكبر ناديين في الشرق الأوسط لأن التاريخ لن يغفر لهما عدم التفرغ والوقوف خلف الوطن في هذه المرحلة التاريخية والحساسة من عمر الأمة العربية.
دائما يركز الرئيس السيسي على وحدة الجبهة الداخلية والتي بوحدتها لا يمكن لأي قوة أن تنال من مصرنا الحبيبة ولا يمكن لنا أن ننسي دور هذه الجبهة بداية من طرد الإستعمار ومرورا بحروب ٥٦ و٦٧ و٧٣ وكذلك ٣٠ يونيو.
فمصر قادرة على تحقيق أهدافها سواء في قضية سد النهضة أو التدخل التركي السافر في ليبيا وقيادة الوطن العربي من جديد ولملمة أوراقه المبعثرة ليبدأ عصر جديد في زمن قادم سوف يشهد تعدد الأقطاب وتشييع جثمان القطب الواحد.
والله من وراء القصد.