الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثورة يوليو والمهاجمون لها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح موسم الهجوم على ثورة يوليو وعبد الناصر مستمر طوال الوقت وبطريقة غير مبررة ولا علاقة لها بأي تقييم موضوعي أو قراءة صحيحة للتاريخ، فهناك من أضير أجدادهم ماديًا ومعنويًا وسياسيًا من الثورة، وهؤلاء عادوا الآن بعوامل الثورة المضادة والانفتاح السداح مداح وبتزاوج السلطة مع الثروة نتيجة الكسب الغير مشروع، فهؤلاء عادوا إلى ما لم يحلم به أجدادهم، وهناك جماعة الإخوان التي لا تعرف غير البرجماتية النفعية، فقد تعاملت مع كل الانظمة بهدف تثبيت الاركان ثم المشاركة ثم الاستحواذ،وذلك منذ فؤاد وفاروق وعبد الناصر والسادات،وستظل هذه سياستهم في كل مكان وكل زمان، وبالطبع لان عبد الناصر كانت قبضته قوية جعلتهم أصيبوا بمرض كراهية الثورة وعبد الناصر،وهذا ما نشاهده الآن بعد 30 يونيو، وهناك من أستفاد أجدادهم وبالتالي أستفادوا هم من ثورة يوليو سواء كانت استفادة مادية أو معنوية وهؤلاء بحكم التغيير الذي شمل كل مناحي الحياة للأفضل وفي صالح الاغلبية الفقيرة،التي كان يسحقها الفقر والمرض والجهل،أنتقلوا من وضع إلى وضع أخر،فلولا الثورة ما كان أبن الفلاح ضابط ولا أبن العامل الآجير قاضي أو أستاذ جامعة بل وزير، والغريب أن هناك من بين هؤلاء من أصابهم الغرور الناتج عن عدم الثقة في النفس وأستملاح الخضوع واستحسان الذل،وهذا مرض نفسي معروف، فنجدهم حاقدين وحانقين على يوليو وعبد الناصر تخيلًا منهم انهم بهذا قد أصبحوا من طبقة الباشوات والمستبدين قبل يوليو،في مقابل هؤلاء هناك من كانوا من أبناء الباشوات ولكن كان أنحيازهم للفقراء وبالتالي للثورة وهناك من أضير من الثورة وسُجن ولكن نتيجة حالة وعي وموضوعية نجدهم ينحازون إلى أيجابيات الثورة بكل موضوعية، أبن رئيس الوزراء ينحاز للثورة والفقراء وابن الفقير المعدم يمجد في عهد فاروق وأذنابه!! ثم نجد مجموعة من الأقباط الذين استفادوا بكل المقاييس ماديًا ومعنويًا من يوليو بحكم انتمائهم إلى الطبقة الفقيرة، الا انهم يهاجمون يوليو وبعد الناصر ويرددون بشكل مضحك أن عبد الناصر أمم وأستولى على اراضي وأموال الأقباط !! طيب ياسيدي هل جدك أو والدك كان قد اُمم ؟ بالطبع لا فما كان جده أو والده غير اجير بسيط، ولكن نتيجة لمتلازمة أستكهولم يتصورون أن أقطاعيين الأقباط هؤلاء من أهله وهذا بالطبع نتيجة الطائفية المقيتة التي تصور لهم أن الديانة هى الجامع للكل سياسيًا وأقتصاديًا فيما يشبه أفكار التيار الديني السياسي،فالافكار تتلاقح، فهل الاقطاعي المسيحي كان يتشارك مع المسيحي الآجير الذليل الذي يخدم لديه؟! هل كان صاحب المصنع المسيحي يتشارك مع المسيحيين في ملكية المصنع أو كان يوزع الأرباح عليهم بالتساوي ولذا فقد أضيروا من التأميم؟! والاهم من ذلك هل قامت الثورة بتأميم أراضي وأموال الأقباط فقط أم أن التأميم لم يستند على الديانة بل أستند على الملكية ؟! ام كان المطلوب أن تأمم الثورة أموال وأراضي المصريين المسلمين دون المسيحين حتى يرضى أمثال هؤلاء على الثورة؟! هل الثورة علمت وطببت وعينت وثقفت الجميع بأستثناء الأقباط المسيحين أم ان الاستفادة كانت للجميع؟! بل نقول أنه لولا الثورة ولولا مكتب التنسيق ومكتب العمل ما كان قبطي تعلم ولا تعين في وظيفة.

يوليو كانت لمصر ولكل المصريين والناصرية هى علامة الوطنية المصرية في الاستقلال والتمصير، يوليو قربت الفوارق بين الطبقات وهذبت الطائفية وممارساتها، والسؤال الاهم في نهاية كل هذا هو أين الأن يوليو وأين عبد الناصر ؟! عبد الناصر توفى منذ نصف قرن فلماذا كل هذه الأمراض وهذا الهجوم الغير موضوعي وغير مفيد على رمز أستقلالي وطني بلا منازع؟!. 

حمى الله مصر وكل المصريين المنتمين لها.