من صنعاء كتب الصديق العزيز الأستاذ عبد الرحمن بجاش رئيس تحرير جريدة "الثورة" اليمنية السابق، مقالًا يقطر حبًا ووفاءً لمصر وشعبها، سطور أخي وزميلي عبد الرحمن بجاش -الذي عملت معه وتحت قيادته في أوائل الثمانينيات عندما كان سكرتيرًا لتحرير جريدة "الثورة" - كُتبت كعادته بحبر القلب وروح الأصالة والوفاء، وهو هنا مثله مثل ملايين اليمنيين في كل ربوع اليمن العزيز يعبر عن موقف هذا الشعب الحضاري الطيب وذكرني بما كنّا نردده سويًا ونحن نطوي الليل في مطابع الصحيفة: "نحن مصريون في اليمن، ويمنيون في مصر". كل التقدير والشكر لصاحب هذه الدفقة العربية الصادقة المخلصة وكل الأمنيات الطيبة لشعبنا الصابر في اليمن ليعود اليمن كما عرفناه ونتمناه.. وأترك المساحة المخصصة لى لمقال الصديق عبد الرحمن بجاش، والذى كتبه في عموده "ن.. والقلم"، تحت عنوان "نحن معنيون بمصر":
شيئان لا يقبلان المفاصلة، عندما يتعلق الأمر باليمن ومصر، أو بمصر واليمن.
وفي هذه المرحلة العصيبة، ومصر هناك من يريد دك أسوارها كقلعة عظيمة، لابد أن نكون وعلى المستوى الفردي في ظل الوجع اليمني مع مصر قلبا وقالبا.
مصر بالنسبة لنا نحن اليمنيين، الحب والوفاء والإيثار والتضحية.. ومصر أولًا وأخيرًا الصدر الذي نلجأ إليه كلما حنت الروح إلى الموقف والأمان …
مصر في هذه اللحظة يراد أن تُضرب من كل الاتجاهات، وفي كل اتجاه عذر، وفي كل ااتجاه غاز وبترول.. وموقع اليمن حتى وإن تشظت مؤقتًا إلى ألف شظية، اليمني عليه أن يرفع الصوت أن حيا على مصر خير المواقف…. نحن معنيون أن تظل مصر في مآقي عيوننا، ليس لأنها بلد عربي كالباقين، مصر شيء استثنائي، تاريخ، جغرافيا، قيادة، وإن بدت للحظة أنها منهكة فمصر تظل هي القائدة بأسنانها، وبيد الخير التي تمدها إلى الجميع …
سيقول أيًا كان: يكفينا مافينا، وأقول: هذا صحيح ولكن ينطبق على قضايا الآخرين وأولهم بقية العرب، مصر مسألة أخرى، شيء استثنائي.. صدر رحيم، وملجأ لنا، في أحلك الظروف وعندما قال الجميع لليمنيين: عودوا من حيث أتيتم، مصر وحدها تقاسمت حتى حدائقها سكنًا ….
الآن، ونحن نعاني، اقول للاتحادات المهنية والافراد، والنقابات حتى وإن من كانت في الرمق الأخير، افعلوا بأضعف الإيمان كما فعل الأستاذ القدير أحمد ناجي أحمد النبهاني (صفحته ورفيقه) حيث زار مقبرة الشهداء المصريين…على الأقل خطوة رمزية للوفاء..
مطلوب بيانات دعم، برقيات إلى الرئاسة المصرية، سجلوا فيها موقفًا، فمصر صدقوني تستحق، وهي من العظمة لن تطلب أحدًا..ولذلك فعلى هذا الأحد أن يفعل شيئًا.
محمد عبد الواسع حميد الاصبحي، المثقف والوزير والشاعر والمرجع الكبير وصاحب أجمل وأعمق كتاب "سيرة ذاتية" أرسل 2 جنيه من باريس وكان بحارا تبرعا لثورة 23 يوليو 52، فوصلت إلى رئاسة الجمهورية في مصر،وأُعلم بها عبد الناصر، فوجه إليه رسالة شكر وتقدير… إن لم تقف الحكومات العربية مع مصر الآن، فالشارع العربي معني بالوقوف، والشارع اليمني قبل الجميع ….
صدقوني إذا كان هناك بقية من عقل، فبقاء واستمرار مصر قوية، يخدم العرب جميعا.. مصر مسألة أخرى تمامًا، وهي في حساب اليمنيين أمر آخر… وعمار يامصر.
عبد الرحمن بجاش