يقف الشعب المصرى دائمًا بجوار رئيسه حينما يجد فيه صفات «الزعيم المُلهم»، حينما يراه مُخلصًا، أمينًا، صادقًا، مِقدامًا، مُحافظًا على الوطن، حاميًا لأرضه وعِرضه.. ليس هذا فقط بل إن الشعب المصرى يصنع «أسطورة» لرئيسه، يضعه فى مصاف الزعماء العظام، يرفع من شأنه، يفخر به، ويُعطيه قوة فوق قوته.. حدث ذلك مع الضابط محمد على الذى وقف الشعب المصرى معه واختاروه، ماذا حدث؟، صنع «محمد على» نهضة غير مسبوقة فى الصناعة والتجارة والاقتصاد وبنى جيش قوى وأصبحت مصر «إمبراطورية» على يده.
وقف الشعب المصرى مع «سعد زغلول» وأصبح زعيمًا للبلاد وجمعوا له توقيعات ليتكلم باسمهم، مُفوضًا منهم للمطالبة بحقوقهم.. وحينما ارتأى الشعب المصرى أن خالد الذكر «جمال عبدالناصر» ينطق بما ينطقون به، يُناصرهم ويُعلى من شأنهم، هتفوا باسمه فى الشوارع، حملوا صِوره، رفعوه على الأعناق، صنعوا منه زعيمًا لهم، أحبه العمال والفلاحين، حقق «ناصر» عدالة اجتماعية وإنجازات فى الثقافة والصناعة وبنى القطاع العام، وتصدى لمحاولات انقضاض الإخوان على الحُكم، وأسس «القومية العربية» التى كانت حلمًا للجميع وأصبح العرب قوة لا يستهان بها.
.. حتى «أنور السادات» حينما استكثر عليه البعض توليه رئاسة مصر واستهانوا به، وقف الشعب المصرى معه وخرجوا فى تظاهرات وقالوا «إفرُم إفرُم يا سادات»، وحينما ظن البعض أنه لن يُحارب ولن يستطع إعادة سيناء التى احتلتها إسرائيل فى ١٩٦٧ خاب الظن وحارب وانتصر ونجح فى استعادة الأرض وفرض السلام بذكاء.. وحينما تولى «مبارك» الحُكم قال الجملة الشهيرة «الكفن مالوش جيوب»، لفت نظر المصريين ووقفوا معه ودعموه طول الثمانينيات والتسعينيات.
وحينما تولى «محمد مرسى» الحُكم، وشاهد الشعب المصرى أنه لم يكن رئيسًا للمصريين بل مندوبًا للإخوان فى القصر الجمهورى، هنا وقف الشعب المصرى وقفة تاريخية ليحافظوا على مصر قبل أن يبتلعها الإخوان وقبل أن تضيع وتتفتت، خرجوا لرفضه والثورة عليه، لم يهدأوا إلا بعد أن خلعوه وحبسوه وحاكموه.
وحينما جاء صوت وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى وهو يتحدث للشعب المصرى ويقول لهم «إن الشعب المصرى لم يجد من يحنو عليه أو يرفق به»، لمست هذه الجُملة مشاعرهم واستشعروا أن هناك نهارًا سيأتى بعد ظلام دامس، وحينما قال فى كلمته فى الكلية الحربية فى ٢٤ يوليو ٢٠١٣ «بطلُب من الشعب المصرى إنه ينزل يدينى تفويض وأمر لمواجهة الإرهاب والعنف المُحتمل» هُنا كانت إشارات واضحة بميلاد زعيم وقائد عظيم يبحث عنه المصريون، استجابوا له ولبوا النداء وخرجوا بالملايين وفوضوه، وبدأت علاقة خاصة بين «الشعب والسيسى»، علاقة متينة بين (شعب طيب أصيل يحتاج من يأخُذ بيده) و(قائد وطنى مُخلِص مُتجرد من أى هوى)، أصبحت الثقة قوية بين الشعب و«السيسى» أحد أبناء الجيش، هُنَا خرج الشعب ليُطالبه بالترشح للرئاسة، اختاروه، دفعوا به، هذه عقيدة الشعب المصرى حينما يثق يختار، وحينما يختار يقف بجوار من يختاره، وأصبح «السيسى» رئيسًا، وحقق ما لم يتحقق من قبل، مشروعات سكنية وزراعية وسمكية وكبارى وطرق ومدن جديدة، حارب العشوائيات والإرهاب وحقق تكافل اجتماعى، أعاد الأمن وإحترم القضاء والأزهر والكنيسة وسلح الجيش وصعد به للمركز التاسع عالميًا.. والأهم: أن المصريين ما زالوا يقفون بجواره فى تصديه للمخاطر الجسيمة التى تحيط بالوطن، صامدون معه، يقوون عزيمته، محافظون على وحدة الجبهة الداخلية وترابطها، مؤمنون بوطنيته وقدرته على مجابهة أى تحدى، لأن السيسى «اختيارنا».
نعم «السيسى اختيارنا» والتاريخ يشهد علينا، حينما نختار رئيسنا نقف بجواره بإخلاص وتفانٍ، نُحطم معه كل التحديات مهما صُعبت، مهما عظمت، مهما كثرت.