صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، العدد رقم 26 من مجلة " فنون " برئاسة تحرير الدكتور حاتم حافظ، الذي يحتفي بالدور العظيم لرائد الفن التشكيلي المصري "الفنان محمود سعيد "، وذلك من خلال إصدار تذكاري خاص يستعرض مسيرة لا تنسى في تاريخ الفن التشكيلي المصري والعالمي.
ويأتي إصدار " محمود سعيد " في 116 صفحة من القطع الكبير، ويشمل أكثر من 20 مقالا لنخبة من كبار الكتاب والنقاد والفنانين الذين يعملون على تحليل تأثيرات " محمود سعيد " على الحياة الفنية والثقافية والاجتماعية في مصر وعالميا وخلال فترات زمنية ممتدة بطول مشوار عبقرية محمود سعيد.
كتب رئيس تحرير " فنون " حاتم حافظ افتتاحية العدد، تحت عنوان "الشغف بمصر"، وقال: "في العشرينات أنضم الفنان محمود سعيد وأخرون لجماعة سميت "جماعة الخيال" وأن الخيال هو ما كان ينقص الجسد الميت ليصعد من قبره، الخيال في مواجهة كل موات وصلابة وموروث قديم، الخيال في مواجهة العادة والتقليد، الخيال في مواجهة النقل والجمود والرتابة، الروح التي كانت تنقص مصر هي روح الخيال، المبادرة، الشجاعة، المقاومة، التبصر، الاعتزاز بالذات، ولهذا فإننا إذ نستعيد محمود سعيد في هذا العدد من فنون، فنحن نستعيد روح مصر في أجمل لحظات تجددها، لعلنا بهذه الاستعادة نصل ما انقطع".
وأهدت هيئة تحرير " فنون " الإصدار التذكاري إلى روح الكاتب الكبير الراحل "جمال الغيطاني"، والذي تحتفي فيه المجلة بالحالة التي صنعها الفنان السكندري العالمي بجوار رفاقه في جماعة الخيال، والتي غيرت الحركة التشكيلية المصرية، وذلك من خلال ملف خاص قدمه الكاتب الصحفي "مصطفى طاهر"ـ تحت عنوان "البحث عن محمود سعيد "، وتنفرد فيه " فنون " بنشر نصوص وشهادات تنشر للمرة الأولى باللغة العربية لماري كافاديا وأحمد راسم وغيرهم من رواد الحركة التشكيلية في مصر خلال النصف الأول من القرن الماضي، بالإضافة إلى حوار مع محمود سعيد ينشر للمرة الأولى قام بإجرائه الناقد "جون موسكاتيللي" عام 1936م وقامت بترجمته إلى اللغة العربية "دينا قابيل".
وولد الفنان الرائد محمود سعيد في الإسكندرية عام 1897م، وهو أحد الرواد الذين وضعوا أسس الفن التشكيلي المصري، وهو ابن لرئيس وزراء مصر سابقا محمد سعيد باشا، حصل على جائزة الحقوق الفرنسية عام 1919م، والتحق في نفس العام بأكاديمية جولتان بباريس وظل يمارس هوايته الفنية على الرغم من التحاقه بسلك النيابة، الذي تدرج فيه حتى أصبح قاضيا كبيرا، قبل ان يرسخ لنفسه كأحد أبرز علامات الفن التشكيلي في الشرق الأوسط، والذي حققت لوحاته أرقام مبيعات هي الأعلى في تاريخ الفن التشكيلي المصري.
هيئة تحرير المجلة وجهت الشكر لكل من الأستاذ الدكتور حسام رشوان، والناقدة الفرنسية فاليري ديديه هاس، والأستاذ الدكتور سمير غريب، والأستاذة الدكتورة أمل نصر، والأستاذة الدكتور ماجدة سعد الدين، والدكتور ياسر عمر أمين، والكاتبة أميرة دكروري، لدعمهم لهذا الإصدار التذكاري.
كتب سمير غريب، في الملف الخاص تحت عنوان "القصة الكاملة لأول كاتالوج مُسبب لفنان عربي"، بينما قدمت الكاتبة والمترجمة دينا قابيل عرضا لمجلة "لاسيمان أجيبسيان" - "الأسبوع المصري" الصادرة باللغة الفرنسية في عام 1936م، بالإضافة إلى شهادة "ماري كافاديا" التي كتبتها السيدة الأرستقراطية عن " محمود سعيد " قبل ما يزيد عن 80 عاما، تحت عنوان "الإنسان ولوحته"، والتي تنشر باللغة العربية للمرة الأولى، وترجمته عن الفرنسية "دينا قابيل".
العديد من خفايا شخصية محمود سعيد، تتكشف خلال صفحات الإصدار التذكاري في حواره مع "جون موسكاتيللي"، الذي ينشر للمرة الأولى وعبر فيه "سعيد" عن تركيبته الفكرية والثقافية؛ فتضمن باب "سكرين" عرض الناقدة السينمائية "صفاء اللليثي" لأول فيلم تسجيلي عن محمود سعيد، وكتبت تحت عنوان "البرجوازي الكبير الذي أحب شعبه ووطنه".وفي باب تياترو، كتبت الأستاذة الدكتورة أمل نصر، تحت عنوان "حوارت الجسد والمشهد".
في باب تشكيل، كتبت الشاعرة زيزي شوشة تحت عنوان "جدارية أبدية لمصر"، بينما قدم الناقد التشكيلي صلاح بيصار عرضا شاملا لمنجز لوحات "سعيد"، تحت عنوان "أيقونة التصوير المصري الحديث"، ويكشف كل من فاطمة الحفني وأدم ياسين مكيوي عن أصداء محمود سعيد على الساحة العالمية وقاعات الفن الدولية تحت عنوان "عالمية محمود سعيد "، بالإضافة إلى ثلاث شهادات تاريخية لرمسيس يونان وراتب صديق ومحمد صدق الجباخانجي"، من أرشيف الهيئة المصرية العامة للكتاب.
في باب عمارة، كتبت القاصة هند جعفر، تحت عنوان "ثنائية الالتزام والفتنة"، بالإضافة إلى جولة " فنون " داخل مجمع متاحف محمود سعيد في الإسكندرية؛ وفي باب رقص، كتب القاص "شريف صالح"، تحت عنوان "الرقص الخفي.. رحلة نحو السماء"، بينما قدمت الأستاذة الدكتور ماجدة سعد الدين "باب موسيقى"، تحت عنوان "بين المادية والروحانية".
يفتتح الشاعر "شريف الشافعي" باب أدب، تحت عنوان "الدهشة خارج البرواز"، ويصحبنا الناقد الكبير "بدر الدين أبو غازي"، وزير الثقافة الأسبق، في رحلة لاستكشاف "ملامح من الإنسان والفنان"، خلال شهادته التاريخية من أرشيف هيئة الكتاب، ويكتب الشاعر "سمير درويش" تحت عنوان "أيام الفلاحة المصرية.. وجه مصر في القرن العشرين"، وتقدم "هبة عبد الستار" رؤيتها لمحمود سعيد في المكتبة العربية، تحت عنوان "تأثير فكري واجتماعي للفن"، بينما يكتب الخبير في قوانين حقوق الملكية الفكرية د.ياسر عمر أمين، عن "الكاتالوج المسبب ودوره في معالجة إشكاليات لوحات محمود سعيد، بالإضافة إلى مقطع من كتاب الروسي أناتولى بوجدانوف "ال فنون التشكيلية في جمهورية مصر العربية"، تحت عنوان "نظرة محمود سعيد.. إشراق وحرية"، من ترجمة أشرف الصباغ.
كتب الناقد المسرحي "باسم صادق" خاتمة الإصدار التذكاري تحت عنوان "سر المهنة الأولى"، وتضمن العدد مقال د.محمد سليمان عبد المالك، تحت عنوان "فيل في الغرفة"، والروائي إبراهيم فرغلي، الذي كتب عن "الأرستقراطي الذي احتفى ببنات البلد".
يذكر أن " فنون "، مجلة شهرية تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة د. هيثم الحاج على، ويرأس تحريرها د. حاتم حافظ، وتتكون هيئة تحريرها من الناقد المسرحي باسم صادق، نائبا لرئيس التحرير، والكاتب الصحفي مصطفى طاهر، مديرا للتحرير، ورامز عماد، ونبيلة عبد الله، سكرتيري التحرير، والمخرج الصحفي أحمد سعيد، مديرا فنيا، والسيد عبد النبي، مديرا فنيا مساعدا، وعمرو مغيث، مصححا لغويا، والمتابعة غادة ميسرة.