الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

موقفنا.. أوهام إردوغان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات من المؤكد أن مجنون تركيا دخل في مرحلة من الهذيان، بعد أن أقدم على عدة تصرفات لا يصدقها أصحاب العقول، وذلك بنشر قواته في حروب مختلفة في شمال سوريا وشمال العراق وليبيا، وفى إطار سعيه المحموم لمحاولة استعادة «أمجاد صارت ذكرى لن تعود»، عبر مخطط كبير لاستنزاف القدرات الاقتصادية لدول الجوار، إلى جانب حربه ضد اليونان في منطقة شرق المتوسط طمعا في احتياطات الغاز في قاع البحر، ومعاداته للغرب «الصامت عن الفعل حتى الآن». 
إن تركيا ضربت بقرار مجلس الأمن الخاص بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، عرض الحائط، ونقلت الأسلحة والمدرعات والطائرات بدون طيار وآلاف المرتزقة إلى طرابلس، وافشلت مؤتمر برلين لحل الأزمة سلميا، في تحدٍ للمجتمع الدولى بأكمله.
لكن الاتحاد الأوروبى ما زال يلعب دور المتفرج في مواجهة التحركات التوسعية التركية، والتى تمثل خطرًا على القارة العجوز أيضًا التى تتوجس خيفة إزاء ابتزاز أردوغان وتهديداته بفتح الحدود وترك ملايين المهاجرين يتدفقون إلى الأراضى الأوروبية، ودون أن تستوعب تركيا خطورة التواجد التركى في ليبيا التى تتقابل مع أوروبا في الناحية الأخرى من البحر المتوسط عبر آلاف الكيلو مترات.

أردوغان الراعى الرسمى لقوى الإرهاب، جعل تركيا في عداء مباشر مع دول عديدة، على رأسها مصر، لكنه لا يريد أن يستوعب حقائق التاريخ وثوابت الحاضر.. فمصر تعى تمامًا معنى وقيمة الحفاظ على الأمن القومى المصرى في امتداداته العربية، خاصةً مع دول الجوار، وعلى رأسها ليبيا التى انتفضت «عبر مجلس نوابها وممثلى القبائل» ضد الغازى التركى، وأكدت بمنتهى الوضوح حق مصر في الدفاع عن أمنها سواء داخل حدودها أو خارجها، وبناء على ذلك أصدر البرلمان المصرى قراره بالإجماع بتفويض الرئيس عبدالفتاح السيسي باتخاذ ما يراه دفاعًا عن أمن مصر. 
إن تركيا تسعى للهيمنة عبر استخدام القوة بشكل يحمل عواقب وخيمة على منطقتى الشرق الأوسط، وشرق المتوسط، دون أن يدرى ذلك العثمانلى أن «السحر سينقلب على الساحر» ودون أن يدرك أن «على نفسها جنت براقش»، وهو مثل عربى قديم نهديه إلى إردوغان ويستخدم بوضوح لمن يعمل عملا يضر به نفسه قبل الآخرين.
هل من عاقل يوصل هذه الرسالة إلى ذلك المجنون؟