عندما تحدق المخاطر وتدق أجراس الخطر، وتعلو دقات طبول الحرب، فلا بد أن يتحدث الصغير قبل الكبير، كي يثبت للجميع، أن التراب مقدس وأن الدولة بكل مصريتها لها مناعة تاريخية، ومناعة حضارية، شهد ويشهد وسيشهد بها القاصي قبل الداني.
أيها القزم التركى عليك أن تراجع ماخطه المؤرخون عن حضارتنا وحضارتكم، نحن من سطرنا بداية التاريخ لدولة قوية حكمت العالم من مشرقه إلى مغربه، لم نتباهي يومًا بقوة حقيقية إمتلكناها، ولم ندعي بطولة زائفة، بل كنا أحرص ما يكون على أن تكون تركيا الإسلامية قوةً تُحترم وتلتحم بالقوة المصرية ليكونا قوة رادعةً لأي توغل أو احتلال أو فرض نفوذ أو سيطرة على أي بقعة أخرى من قبل غزو أوروبيًا أو فارسيًا غاشمًا.
عليك أن تفتش في أوراق التاريخ فأنت لست الدولة العثمانية كما تدعي، وعليك أن تنظر في إحدى صفحات تاريخك عندما حاولت سوريا إنهاك دولتكم وكونت ميليشيات مسلحة على أرضها بغرض احتلالكم يومًا ما، وكان ملاذكم الاول لمصر لإنقاذكم مما أسميتموه إرهاب سوريا الأسود لاحتلالكم، وما كان لمبارك مصر ووزير خارجيته موسي إلا أن يتحركا أسرع من البرق إلى دمشق ومطالبة الأسد بتفكيك تلك الميليشيات العسكرية، وظهرت عظمة ومكانة مصر آنذاك جلية في الحفاوه التي أستقبل بها البرلمان التركي الرئيس مبارك بعد إنهاء تلك المعضلة، معتبرينه زعيمًا عربيًا مصريًا.
أيها القزم لم يسعك غباؤك السياسي أن تُدرك ولو لبرهة من الزمن أن مصر وتركيا كانتا حجري الزاوية لموازين القوي في المنطقة، وأن بفعلتك الشنعاء تُحقق ما يصبو إليه الأمريكان لتحويلهم إلى موازين ضعف، ولكن هيهات هيهات أن يحدث ذلك.
إن الجيش المصري قد تخطي كبوات تاريخية سُجلت فيها انتصارات بأحرف من نور على ألواح من ذهب، نحن لا نهاب حربًا بل نحن من يُقرر متي نبدأها وفي أي زمن ننهيها ونحدد مواقيت النصر لنا.
أيها القزم جيشنا عصي على أي تهديدات أو خزعبلات يتفوه بها أمثالك ممن أصابهم الوهن والهوس السياسي، لقد أخترت أن تنحاز لجماعة اختارت من الإرهاب والترويع والقتل مسلكًا فعليك أن تتحمل تبعات إختيارك المشؤوم، نحن جيش أبي مغوار نبطش يد الظلم ولا نقبل بالنصر بديلًا، رباطنا مشدود إلى يوم الدين، وإيماننا محفور في القلوب والأذهان لا نهاب الموت ونقدم على الشهادة نحفظ الاوطان ونفديها بدماء ذكية. حفظ الله مصر ووهبها النصر.