تحتفظ الذاكرةً الوطنية للشعوب العربية وجميع الشعوب التي تعرضت للغزو التركي العثماني بذكريات أليمة جراء ممارسات آغوات قوات الإحتلال منذ قرون طويلة، واليوم يحاول أغا تركيا الجديد بسياساته التوسعية ومحاولته الهيمنة على دول المنطقة إرجاع عجلة التاريخ للوراء.
أردوغان الواهم بالخلافة، أسير هواجس سلطنة الأستانة القديمة، أطلق مؤخرًا العديد من الأكاذيب في محاولة منه لتحسين صورته امام شعبة وشعوب العالم. وتناسى أن مغامراته العسكرية منذ توليه للسلطة في بلادة هي التي أدخلت تركيا النفق المظلم.
- تحدث الآغا عن شرعية تدخل جيشه في ليبيا، وتناسي أنه أدخل آلاف الإرهابيين للأراضي الليبية.
- اادعى أنه جاء ليحافظ على وحدة البلاد وهو الذي تسبب في تقسيمها عمليًا.
- روج دعواته المزيفة عن وقف إطلاق النار وهو الذي دفع حكومة السراج لمعاودة إطلاق النار وتغيير الوضع العسكري فيها ويضغط الآن لبدء عمليات عسكرية جديدة.
- أشاع أنه ملتزم بالقرارات الدولية، وهو الذي اخترقها بشحن كل أنواع الاسلحة لمعسكر الوفاق.
- يشيع أنه داعية للسلام في المنطقة، وقواته العسكرية لازالت تحتل الشمال السوري، وتقوم بالإغارة على الحدود العراقية وتبني قواعد عسكرية في ليبيا.
لم يعد لتركيا أصدقاء في العالم سوي الميليشيات المسلحة وجماعة الإخوان الإرهابية ونظام تميم، وبعض جماعات المصالح داخل واشنطن وبعض دول المجموعة الأوربية التي ترى في نظامه خادمًا مطيعًا لحلف الناتو، يلعب دورًا مرسوما ًله كوكيل معتمد ضد الدور الروسي في المنطقة، محققًا ومستكملًا خطط الحلف في مواصلة ما أطلق عليه "الربيع العربي" الذى إستهدف بوضوح إسقاط الأنظمة العربية وتدمير جيوشها وإدخالها في حروب طائفية تمهيدًا لتقسيمها ورسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.
لقد شكل الموقف القومي المصري عقبة أمام أهداف اردوغان الإستعمارية، لهذا كان لمصر وقيادتها السياسية الممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي النصيب الأكبر من أكاذيب اردوغان وأركان نظامه وعكست إفتراءاته مدى الرعب الذي أصابه عندما أعلنت مصر أنها مع أمن وسلامة الشعب الليبي ووحدة أراضيه، وأطلقت مبادرة سلام وفي الوقت نفسه أعلنت أنها لن تسمح بتهديد أمنها القومي، ورحبت بدعوة القوى الشرعية الليبية الحقيقية (مجلس النواب -الجيش الوطني - ممثلو القبائل) للقيام بدورها القومي للحفاظ على مقدرات ليبيا وشعبها.
إن مصر أكبر من ان تلتفت لأكاذيب آغا تركيا، وهي تعرف أنها مجرد دخان في الهواء، سرعان ما يختفى.
"البوابة"