المُرتزقة" صامتون، حائرون، أصابهم الخرس، لا ينطِقون، يغمضون العيون، ولا يرون ما يفعله "أردوغان" في شمال العراق وشمال سوريا وغرب ليبيا، أغلقوا أفواههم، بلعوا ألسنتهم، وأصبحوا (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ).. و"الأوغاد" من هؤلاء المُرتزقة يخرجون ليبرروا ويُمهدوا له الطريق نحو التمادي في سلوكه العدواني والسير قُدُمًا في سياسة الغُزاة التى يتبعها.. و"الخونة" من هؤلاء المُرتزقة يُحرضونه للإسراع في تحقيق "حِلم الخلافة" المزعوم، فمنهُم من يُناصره ويُشجعه ويُصفق له صباحًا ومساء وجهارًا ونهارًا على سرقة ثروات الشعب الليبي.
أين "عبدالباري عطوان" الكاتب الصحفى _ حصل على الجنسية البريطانية _ الذى يُلمِع "أردوغان" وحامل لواء الأتراك في الشرق الأوسط والذى صدع رؤوسنا منذ ٤٠ عامًا حتى الآن بالقومية العربية وضرورة تحقيق وحدة عربية ومواجهة إسرائيل؟ لماذا لا يخرج علينا بِسِحنته الصفراء وبصوته النشاز ليُطالب "أردوغان" بالانسحاب من الأراضي العربية التى يحتلها؟
أين "حسن أبوهنية" الباحث الأردنى غير النزيه والذى لا يعرِف أساسيات وصفات الباحث الوطنى الشريف؟ لماذا يصمُت ولا يجرؤ على رصد تجاوزات الأتراك في البلاد العربية؟ "أبوهنية" تحديدًا لا أنتظر منه جُملة واحدة عن جنون "أردوغان" وأطماعه في البلدان العربية، لأنه الضيف الدائم في قناة الجزيرة الذى يترك شئون بلده ويتحدث فقط عن مصر وجيشها ويُهادِن جماعة الإخوان ويمتدحُها ويُطبل لها ويتغنى بها رغم أن القضاء الأردنى اعتبرها "جماعة مُنحلة".
أين "توماس فريدمان" الكاتب الصحفى الأمريكى اللوذعى المُتخصص في شئون الشرق الأوسط _ والذى لا يترُك حدثًا صغيرًا أو كبيرًا إلا ويُعقب عليه _ واعتدنا على قراءة مقالاته المُطولة عن حرية الشعوب العربية وتحليلاته عن الديمقراطية التى يتمناها لنا في الشرق الاوسط؟ لكنه حتى الآن صامِت، لم يخرج علينا بمقال مُطالبًا أردوغان باحترام سيادة الدِول، تقريبًا هو "مُختبئ" "خائف" "مذعور" من انتشار فيروس كورونا ولا يُعنيه انتشار "فيروس أردوغان.
أين "يوسف ندا وإبراهيم منير ومحمود حسين وعمرو دراج ومدحت الحداد وأنس التكريتى "أباطرة الإخوان"؟ أين الفيلسوف الكويتى المُتأخون المُعادى لمصر وثورتها "عبدالله النفيسى"؟ لم ولن نسمع من هؤلاء كلمة واحدة؛ لأنهم يسعون جاهدين لدعم "أردوغان"، هدفهم واحد، وطريقهم واحد.. وأين أبواق دويلة قطر "عبدالله العذبة وجابر الحرمى وعبدالله الوذين وجابر بن ناصر المرى"؟ وأين أبواق قناة الجزيرة "محمد كريشان وجمال ريان وغادة عويس"؟ أين مشايخ ما يسمى اتحاد علماء المسلمين "علي القرة داغى وعلي الصلابى وأحمد الريسونى ومحمد حسن ولد الددو" وحمزة زوبع وتوكل كرمان وأخواتها النشطاء؟
أين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبى والقوى العظمى والعفو الدولية وفريدم هاوس وهيومان رايتس وواتش؟ الإجابة باختصار: إنها المصالح!! ففى وجود المصالح لا تُحدثنى عن المبادئ، فقد أصبح الجميع يُعلن على الملأ تخليه عن المبادئ في سبيل تحقيق المصالح، ضاعت القيم وأُهدِرت الحقوق، وعلا صوت المُخططات وأصبحت اللِعبة الدولية تُدار على المكشوف وعينى عينك، والمُؤامرات التى تستهدف الاستيلاء على ثروات العرب وأراضيهم تسير بطريقة سريعة جدًا، وعلى المُتظلِم أن "يخبط رأسه في أقرب حائط خرسانى".
أما نحن المصريون قُلناها مُدوية وسنظل نقولها: ارحل عن شمال العراق وشمال سوريا وغرب ليبيا يا "أردوغان"، أنت تنقِل الإرهابيين من سوريا لـ ليبيا" وتُسلحهم، لن نسمح لك بتهديد حدودنا، نحن هادئون، حالِمون، نريد السلام، حاربنا كثيرًا وانتصرنا، نكره الحروب ولا نريدها، لكن (إذا كُتِبت علينا الحرب سنجعلها مثل صلاة العصر.. فرض لا سُنة فيها).