رغم كل مبادرات السلام والدعوة للتفاوض لإنهاء الأزمة الليبية بشكل يعيد لهذا البلد أمنه واستقراره، إلا أن حكومة ما يسمي بالوفاق التي رهنت قرارها لسلطان تركيا العثماني ولميليشياتة الإرهابية لم تستمع لصوت العقل ورفضت كل المبادرات التي تسعي لحقن دماء الليبيين وتنهي خطر اندلاع حرب إقليمية تزيد المناطق المشتعلة إشتعالًا وتمتد نيرانها نحو البحر الأبيض المتوسط والقارة الأوروبية.
في مواجهة دعوات السلام والحفاظ على الهدوء الهش وعدم تغيير الوضع القائم، اانطلقت دعوات الحرب من حكومة السراج وعناصر الجماعات المسلحة الإرهابية ومسئولون أتراك، وتصاعد الحديث عن تغيير المعادلة العسكرية بإقتحام سرت والجفرة، وتزامن ذلك مع تدفق آلاف العناصر الإرهابية من الشمال السوري ومن جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، وشحنات ضخمة من الأسلحة المتنوعة قادمة من تركيا لمساندة حكومة السراج في طرابلس، الأمر الذي زاد من توتر الأوضاع وتأكد هناك طرف في الأزمة لا يريد الإستجابة لنداءات السلام ويتعنت في موقفه تحقيقًا لرغبة تركيا وأهدافها.
أنهت هذه التحركات مع صيحات الحرب كل الأمال في الوصول لحل سياسي مما دفع بممثلي الشعب الليبي في البرلمان والجيش الوطني وتجمع القبائل للمطالبة بتدخل مصر وقواتها المسلحة لوقف التدخل التركي وسيطرة الميليشيات والحفاظ على وحدة وسلامة ليبيا المعرضة للتقسيم وضياع مقدراته.
كانت مصر تتابع باهتمام تطورات الوضع، في الدولة الجارة، وأعلنت مع بدء الأزمة عن رفضها للتدخل الأجنبي وأنها لن تسمح بتهديد أمنها القومي واعتبرت أن أمن ليبيا من أمنها القومي وأمن المنطقة العربية، ودعت لإبقاء الوضع القائم دون تغير لبدء عملية سلام تنهي الصراع وتفتح الباب لتشكيل حكومة وطنية موحدة، وأعلنت بوضوح إستعدادها للتدخل العسكري في حال طلب الاشقاء الليبيين ذلك، درءا ً لخطر العمليات الإرهابية في حال إستيلاء معسكر الوفاق وحليفة التركي على سرت والجفرة والذي إعتبرهما الرئيس عبد الفتاح السيسي خط أحمر لا يمكن لمصر أن تسمح بتجاوزه.
لمصر موقفها الواضح ودورها العربي والإقليمي الداعي للسلام والحوار والدفاع عن أمنها وأمن كل قطر عربي.
ولمصر حساباتها الوطنية والقومية ولن ُتجر لحرب يحدد مكانها وزمانها الخصوم، فهي التي تحدد مكان وزمان تحركاتها السياسية والعسكرية وهي قادرة بقواتها العسكرية ودورها السياسي على إتخاذ قرار الحرب وفقا لهذه الحسابات، ولن تكون رجع صدي لمن يدق طبول الحرب، فخبرة قيادتها وجيشها لا يحتاج لدق طبول فارغة.