وصف الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو اليوم، بشأن الأزمة في ليبيا، بأنها تشعل المنطقة، وتمهد لاندلاع حرب إقليمية لن ينجو منها أحد.
وقال بدر الدين: "تصريحات أوغلو تتفق وحالة الحشد الميداني التي تمارسها أنقرة، بجلب المزيد من المرتزقة يوميا إلى الأراضي الليبية، دعما لمليشيات حكومة السراج"، موضحا أن إعلان أوغلو رفض بلاده وقف إطلاق النار في ليبيا، خلال الوقت الراهن، بادعاء أن حدوثه يمكن أن يمثل تهديدا لمصالح حكومة السراج التي تتحالف معها أنقرة، يعد إشارة واضحة إلى أن أنقرة لا تضمر خيرا لليبيا، ولا تريد لها أن تذهب نحو الاستقرار.
وأوضح بدر الدين أن أوغلو هدد بتنفيذ عملية عسكرية لاجتياح سرت والجفرة، إذا لم تغادرها قوات الجيش الليبي، وهو ما يمكن وصفه بالمناورة التي تستهدف تنفيذ هدف تركي خبيث، وهو إخراج قوات الجيش من مربع العمليات المؤثر، حتى يخلو الطريقَ لمليشيات السراج من أجل السيطرة على المزيد من المناطق الاستراتيجية.
ولفت بدر الدين إلى أن التصريحات التركية، لا تأتي بمعزل عن التحركات الإقليمية التي تقودها فرنسا، ومنها ما تشير إليه الأنباء من نشر قوات فرنسية في مالي القريبة من ليبيا، الذي يمكن اعتباره تطورا يؤكد نية باريس مواجهة تركيا على الأصعدة كافة.
وأشار أيضا إلى تصريحا وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، التي أدانت فيها ما وصفته بانتهاكات قرار حظر تصدير السلاح في ليبيا، أيا كان من يقف وراءها، في إشارة واضحة للغضب الفرنسي إزاء جرائم تركيا في ليبيا، وعموم منطقة الشرق الأوسط.
في الوقت ذاته جاء إعلان كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، عن إنشاء تحالف لمواجهة الانتهاكات التركية في الشرق الأوسط، ليمثل تأكيدا إضافيا على وجود تحركات تنذر باشتعال حرب قريبة في الشرق الأوسط، تنطلق من ليبيا، على حد وصف الدكتور إكرام بدر الدين، الذي حذر من أن أي تحرك تركي نحو سرت والجفرة، سيكون بمثابة إعلان حرب، ربما يؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط بأكمله.
