لا نعرف ماهي الأسباب التي جعلت دول المجموعة الأوروبية تنتظر كل هذه السنوات لتكتشف حقيقة النظام التركي، رغم التحذيرات المبكره التي أطلقتها مصر والعديد من دول العالم من خطورة السياسات التي ينتهجها رأس النظام التركي أردوغان وحزبه الديني الذي يحكم ويتحكم في الشعب التركي.
ويبدو أن الحكومات الأوربية قد إنطلت عليها خدعة أردوغان الذي قدم نفسة كحاكم ديمقراطي، يحترم حقوق الإنسان بوجه ديني معتدل وبديلًا عن تيارا الإسلام السياسي المتطرف، مخفيّا بذلك وجهه الحقيقي الذي تكشف بعد سنوات وبعد أن ذاقت أوروبا مرارة الخديعة التركية.
أسفر 'الإعتدال ' التركي المزعوم خلال أكثر من عقد، عن حقيقة الدور الذي يلعبه نظام أردوغان حيث تحولت تركيا لقاعدة مركزية لتصدير الاٍرهاب مستغلة بذلك مناطق نفوذها وتواجدها العسكري في سوريا وليبيا، ومحرضة للجاليات التركية في الدول الأوربية ومناطق الاحتلال العثماني القديمة في دول البلقان على التمرد ضد أنظمة هذه البلدان، وإستغلت أماكن العبادة فيها في تأجيج الشعور الديني والقومي ودعمت التيارات الجهادية وأحزاب الإسلام السياسي كوسيلة للضغط على الحكومات والإخلال بالأمن الديني والتوازنات الاجتماعية في المجتمعات الأوروبية.
لعب أردوغان بورقة اللاجئين وهدد أكثر من مرة بإجتياح أوروبا عبر البوابات السورية والليبية، وفعلها عندما دفع بالاف المهاجرين غير الشرعيين نحو الحدود اليونانية والبلغارية، ورضخت الحكومات الأوربية لأكبر عملية إبتزاز سياسي، عندما أبرمت صفقة مع النظام التركي بنحو 6 مليارات يورو لوقف زحف المهاجرين المدفوعين من السلطات التركية نحو الحدود وعبر البحر الأبيض المتوسط.
أراد اردوغان بهذا الإبتزاز تحقيق هدفين الأول جمع مزيد من الأموال والثاني دعم سياسي أوروبي لتدخله في سوريا وليبيا.وهو لا يزال يمارس هذا الإبتزاز، إلى جانب تلويحه باستخدام التنظيمات الإرهابية التي يسيطر عليها ويحركها في سوريا وليبيا والتي بدورها تدير عناصرها كخلايا نائمة في كثير من العواصم والمدن الأوربية.
لقد وصف دبلوماسيون وسياسيون ووسائل إعلام، أردوغان براعي الإرهاب، المنبوذ، واالديكتاتور المخادع والآن أضافوا إليه صفة جديدة وهي المبتز المتاجر بورقة اللاجئين. فهل تتخذ دول القارة الأوربية موقفًا عمليًا وجادًا بعد أن تكشف وجه أردوغان الحقيقي أم ستنتظر عقدًا أخر !