مع شروق شمس يوم الثلاثين من يونيو، تولد نسمات جديدة مفعمة برياحين الحرية والخلاص لتمنحنا إكسير الحياة وتجدد فينا طاقات الأمل والطمأنينة، بعد أن سيطرت غياهب الجهل والتسلط وظن كل منا أننا إلى جحيم الهاوية -طوعا أو كرها- ذاهبون .
إلا أن إرادة الله ورعايته لكنانته كانت أقوى من كل محاور الشر والشيطان، وجاءت ثورة يونيو بمثابة ملحمة كونية تعانقت وتلاحمت فيها القوى البشرية مع القوى الربانية لدحض كل القوى الإبليسية المارقة عن ضروب الحق والعدل جانحة إلى قوى الظلم والزيف والبهتان.
كانت 30 يونيو بمثابة فجر بزغ من رحم شعب أصيل لينهى بل يمحو ظلام حالك كان يتوغل ليلقى بخيامة على وطن جريح يتجرع مرارة خراب ودمار، لحق به من جراء ثورة بيضاء شوهتها شرذمة من منتفعى المال وبائعى ضمائرهم سعيا وراء مكاسب وهمية لا تغنى ولا تثمن من جوع .
تحية لكل شهيد روى يدمائه الذكية تراب المحروسة، ووقفة إجلال ووقار وتمجيد لجيش وشرطة وقضاء بكل رجالهم ونسائهم، ووسام نبل وشكر لقائد وضع الوطن نصب عينه ولم يبال بموت محدق أو هلاك مشرف.
ثارت مصر، فثار العالم العربى ضد قوى المكر والوقيعة وتجار الدين، فاليوم يوم نصر وفخار وامتنان ورد لجميل مقدس.