الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الشعب الإثيوبي.. شجعوا على الشراكة مع مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
النيل شريان رئيسي فى جسد واحد لإثيوبيا والسودان مصر وفى الحقيقة الشريان الأورطي لقلب مصر، لذا نتوجه بالحديث بقلب مفتوح إلى أشقائنا في إثيوبيا، وعليهم أن ينصتوا إلى صوت العقل الذي سيعود بالنفع والرخاء على الجميع.
فى الوقت الأخير هناك كثير من التوترات التى نتجت عن الحديث حول ملء سد النهضة والذى أكدت مصر فيه مررا تخوفها من تبعات ذلك دون اتفاق يرضي الجميع .
إن التاريخ لن يخلد إلا ذكرى من يعمل على تقارب الأمم ويحقق استقرارها وتنميتها، وهو ما نصبو إليه فى تحقيق شراكة استراتيجية وتكامل شامل بين اثيوبيا ومصر والسوادن.
ولعلي أجد فى خطاب الرئيس الراحل بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات في الكنيست بعد هزيمته للمتعنتين والمتصلفين من قادة إسرائيل الذين لم يستجيبوا لصوت العقل بتحقيق سلام عادل قبل حرب" 73 " ، رسالة متجدده تبعث على الأمل والتقدم حينما قال "إن في حياة الأمم والشعوب لحظات، يتعين فيها على هؤلاء الذين يتّصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة، أن ينظروا إلى ما وراء الماضي، بتعقيداته ورواسبه، من أجل انطلاقة جسور نحو آفاق جديدة للمستقبل ".
والحقيقة التى لابد أن يضعها الجميع فى اثيوبيا والسودان ومصر، أنه لا سعادة لأحد على حساب شقاء الآخرين.
كلنا نعلم أن الشعب الإثيوبي يريد التنمية والاقتصاد من خلال سد النهضة وليس منا من يقف أمام تقدمه ونهضته ولكن ليس على حساب تعطيش المصريين وتبوير أراضيهم .
لذا على الشعب الأثيوبي أن يحث قادته إلى التوصل مع مصر والسودان إلي كلمة سواء "لا ضرر ولا ضرار" ،بل علي كل مصري وسوداني واثيوبي أن نشجع على الشراكة المتكاملة بين البلدان الثلاثة بأن يكون هناك ربط استراتيجي حقيقي يحقق النهضة الشاملة لشعوبنا ،فعلي المستوي التجاري علينا كمصريين أن نشجع على تحويل مسار استيراد اللحوم التى يستوردها رجال الاعمال من البلدان الاخري لتكون اثيوبيا هي المصدر الأول، وكذلك فى عباد الشمس والسمسم، وخلافه .
ومن الناحية الاخري أذا أرادت اثيوبيا أن تنظر إلى الشراكة الحقيقة وأن نصبح جسدا قويا مع أخوتنا فى السودان فسيتم الاستفادة من الخبرات والتقنيات المصرية فى الزراعة وكذلك فى وضع البنية التحتية لقطاع الصحة من خلال الكوادر الطبية والفنية الحكومية والخاصة ، خاصة وأن للشعب الأثيوبي بحاجة كبري إلى بناء مستشفيات وتطويرها وتعليم كوادر طبية وفتح مراكز للاشعة والتحاليل وخلافه ،وهم على علم أن مصر بها من الكفاءات الموجودة والمنتشرة فى العالم كله .
وحتي من النواحي الأمنية فإن الشراكات ستعزز من التعاون البناء فى محاربة الإرهاب في القارة السمراء وتحقيق الاستقرار بها.
فعلي كل عاقل أن ينظر كيف يوفر مستقبل جميل لأطفاله ، مستقبل يعيش فيه حياة كريمة ،وآمن ومطمئن على نفسه ،لا أن يجلب عليه الصراع والدمار بأن يرسم بقرارته التى تعمل على عدم الضرر بالاخرين البسمة على كل طفل يولد في أرضنا الافريقية ،وهذا لن يتحقق إلا بالشراكة.
وإن الشراكة لن تكون اسمًا على مسمّى، ما لم تكن قائمه بالنفع على الجميع ، وليس على الاضرار بطرف ،وليس من المنطقي على الإثيوبيين أن يطلبوا لأنفسهم الخير وينكرونه على غيرهم من المصريين والسودانيين. 
وليعلم كل إثيوبي إن هناك حقائق لا بد من مواجهتها، بكل شجاعة ووضوح، فلا حل لمشكلة بالعناد أو بالتعالي أو التهرب منها .
وليعلم اشقائنا فى اثيوبيا أن حقوقنا فى الحياة التى اساسها المياه لا تقبل المساومة والجدال 
ولا يمكن أن تستقر المنطقة بمحاولة فرض الأمر الواقع ، قى الوقت الذى أعلنت فيه المنظمات الدولية ودول العالم وجوب احترام الحق المصري والسوادني ولا داعي للدخول في الحلقة المفرَغة مع الحق المصري ولا جدوى من خلق العقبات.
فيا كل رجل وامرأة وطفل في إثيوبيا شجعوا قيادتكم على خيار الشراكة مع مصر والسودان ، ولتتجه الجهود إلى بناء صرح شامخ ، بدلاً من العناد وحدوث توترات فى المنطقة. 
بشّروا أبناءكم، أن ما هو قادم هو البداية الجديدة، للحياة الجديدة، حياة الحب والخير والشراكة ،حياة التقارب الحقيقي بين الشعوب الافريقية ،حياة تنهض بشعوب القارة.