عيدا عن الجوانب المتعلقة؛ بعبقرية الفريق محمد العصار -مهندس الدولة المصرية- فى مجال التسليح، والبحوث الفنية والإعلام واللباقة فى الحديث مع فئات، وكيانات المجتمع فترة المجلس العسكرى بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.
إلا أنني أرى جانب آخر؛ لمحمد العصار الإنسان صاحب الذوق الرفيع، والإخلاص الكامل؛ لوطنه، و البسالة الواضحة في الفترات التاريخية التى طالما واجهها؛ بشجاعة، وحسن تصرف، وربما ما نراه اليوم فى قوة الجيش المصرى كان من أحد القيادات العليا في تسليح جيشنا العظيم بكل هذه العظمة، والكبرياء النبيل.
ويحضرنا؛ موقف عندما كنت أشغل منصب الأمين العام السابق؛ لمجلس علماء مصر، وكنت فى لقاءه بالبحوث الفنية؛ بوزارة الدفاع بصفته مساعد وزير الدفاع؛ لشؤون التسليح مع وفد من قيادات المجلس، وكنا نطمح فى أن نساعد بلادنا ممثلة في قواتنا المسلحة بكوكبة من علماء مصر فى الداخل، والخارج، وقابلنا و مجموعة العمل من قواتنا المسلحة؛ باحترام شديد، وتبجيل غير عادى، ومن بداية دخولنا إلى مدخل القاعة إلى خروجنا؛ لمأدبة الغداء، ونحن نرى معانى الوطنية، ونسائم الإخلاص وكان معنا فى نفس الوقت وفد إماراتى رفيع المستوى فقدمنى للأمام، وقال لى: هل تسمحوا لنا بدعوة ضيوفنا على مأدبة الغداء.
هنا تبسمت له وقولت: حضرتك بتستأذن مننا إحنا نخدمكم أنتم حماة هذا الوطن، وتقديركم كبير، وعظيم وعندما كنا نغادر كلا منا على سيارته لم أرى فى حياتى توديعا؛ برقى، وإحترام مثلما رأيت ربما أتذكر أنى استقبلت بنفس الحفاوة منذ سنوات قبلها بالقصر الرئاسى؛ بالجزائر الشقيقة عندما كنت أقيم بها لظروف عمل.
ولكن فى مصرنا الحبيبة مجرد وجودنا فى أى مكان لخدمة بلادنا فهذا شرف ما بعده شرف سأظل أتذكر طوال عمرى أخلاقيات، وإحترام، ورقى، وإنسانية، وعبقرية الفريق الراحل محمد العصار مهندس الدولة المصرية.
رحمه الله عليه واسكنه فسيح جناته ويلهمنا واهله الصبر والسلوان.