عندما حذرت مصر من أذرعة أردوغان في ليبيا والمنطقة، كانت تطلق رسالة للعالم من هذا الأخطبوط، الذي يريد أن يثير الأزمات في كل دول العالم، وأن ليببا ليست إلا نموذجا مثل العراق وسوريا، وأن أطماعi تمتد إلى أوروبا، وهو ما نوهت إليه مصر مرارًا وتكرارًا.
البعض صمت أمام التحذيرات المصرية، وربما حاول التشكيك فيها، إلا أنه وبعد حين بدأت بعض الدول الأوروبية تدرك الخطر، وتطلق إشارات التحذير، من الأزمات وقد خرجت من دول مثل فرنسا والنمسا وألمانيا، لتصبح دليلًا على بٌعد النظر المصري في ملفات أمنية وسياسية تهدد العالم أجمع.
وها هي النمسا، تعلن عن المخاطر التي تأتيها من أذرعة رجب طيب أردوغان، والتي تتمثل في تنظيم الذئاب الرمادية المتطرف، والإعتداء على مظاهرة في قلب فيينا في محاولة لنشر الفوضى.
ويرى مراقبون ومحللون أن هذا التنظيم هو وجه للنشاط التركي الإرهابي في أوروبا، وإمتداد، لأنشطة تنظيمات ممولة من أردوغان ونظامه بينها، حركة الرؤية الوطنية "ميللي جورش"، واتحاد "اتيب"، والاتحاد الإسلامي "ديتيب"، وكلها تنظيمات مدعومة من جماعة الإخوان الإرهابية، بل سعت من نحو خمس سنوات وللآن العبث في النمسا وأوروبا عامة، خصوصا بعد ما يسمى بحركة الانقلاب المزعومة الفاشلة، لمطارة المعارضين الأتراك، الذين كشفوا العديد من عورات أردوغان وأكاذيبه، ووصل الأمر إلى إتهام المستشار النمساوي، سبستيان كورتس، تركيا، ببث الفتنة وخلق أجواء تخدم مصالحه الخاصة في النمسا.
وتلك التصرفات التركية دفعت برلماني نمساوي بولاية فيينا إلى تقديم مقترح لوقف التعاون مع التنظيمات التركية والإخوان، وغيرها لخطورتها على بلاده.
والوضع لا يختلف في ألمانيا حيث سعى أردوغان والنظام التركي إلى تنشيط، أو تأسيس منظمات في الأراضي الألمانية، لمطارة معارضيه، إلا أن الواقع هو نشر التطرف، في المجتمعات الغربية، من خلال المنظمات الإرهابية وثيقة الصلة بأنقره، وعلى رأسها الجماعة "الإرهابية"، وعناصرها المنتشرة في أوروبا، وإيجاد شبكات مهمتها توفير وتنفيذ قواعد خدمات لـ"العثمانلي" ليس في ألمانيا، بل على إمتداد أوروبا.
هذا وغيره يؤكد رؤية مصر تجاه النظام "العثمانلي" وخطورته على على العالم، وأطماعه في تحقيق مصالحه، بإثارة الفتن والحروب والتخريب في دول العالم، وليبيا ليست إلا نموذجا من عشرات النماذج الأخرى.