الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

موقفنا.. أحلام الشياطين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مثلت الزيارة التي قام بها السلطان التركى "الحائر" رجب طيب أردوغان، إلى الأمير القطرى "التائه" تميم بن حمد، حالة من الضياع وللبحث عن مخرج من أزمة كبيرة تمر بها البلدان
من جراء التدخل الغبى في شئون ثلاث دول عربية، وهى ليبيا والعراق وسوريا.
وكل ما يعنى أردوغان وتميم، ليس إلا البحث عن وسيلة لسداد فاتورة أحلام الصغيرين، في إنقاذ ما تبقى من جماعة الإخوان الإرهابية، باعتبارها ذراعهما في دول المنطقة ولتحقيق الحلم في إقامة الإمبراطورية الإسلامية "دولة الخلافة"، واستغلال ثروات المنطقة خصوصا في ليبيا والعراق، لدعم هذا المشروع، مع الإستفادة من الامتداد الاستراتيجى في منطقة الشام، وما بين العراق وسوريا.
ولأن مصر هى أكبر دولة في المنطقة وقفت ضد حلم الخلافة، انطلاقا من الحفاظ على هوية دول المنطقة، ونجحت في إفشال هذا المخطط، الذى تدعمه دول أخرى، بأشكال مختلفة، سعت تركيا وبدعم قطرى في البداية للقفز على الداخل الليبى، باعتبار ليبيا نقطة عبور، لمصر، فلا يمكن أن تكون هناك دول خلافة بدون مصر.
ولأن مصر أدركت هذا مبكرًا، وتصدت للمخطط الشيطانى التركى القطرى، وأفشلت المحاولات منذ اللحظة الأولى، كان لا بد من البحث عن وسيلة وطريق للدخول مرة، واستغل المخطط حالة الفوضى التى جرت في ليبيا، بعد إغتيال الزعيم الليبى معمر القذافى، ووفرت تركيا وقطر المال والعتاد العسكرى للجماعات المسلحة التى ترتبط بخط تواصل معهما في الداخل الليبى، ودعم الفلول الهاربة من الإرهابيين من مصر، والتى اتخذت من ليبيا مأوى لها، ونتذكر جيدا رفع العلم القطرى في أيدى الإرهابيين في ليبيا.
وسعت تلك الجماعات لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في مصر، مستغلة امتدادا حدوديا مفتوحا يزيد على ألف كيلو متر، ونتذكر بعض من هذه العمليات، إلا أن قوة مصر وإدراكها للخطر، حالت دون تحقيق الحلم، وزعزعة الثقة بين شعب مصر وجيشه وقيادته، وتصدت الدولة المصرية لكل وسائل المخطط التركى القطرى.
وجاءت المحاولة الجديدة التى تمثلت في الاستعانة بمرتزقة من سوريا، وربما مناطق أخرى، للحرب بالنيابة عن تركيا وقطر، بتوفير المال والعتاد لهذه الميليشيات من المرتزقة، ولمحاربة الجيش الوطنى الليبى والذي يمثل أهم قوة وطنية تدافع عن الهوية والأراضى الليبية، بتأييد من القبائل الليبية، التى أدركت أيضا حجم الخطر من المخطط الشيطانى التركى القطرى.
إلا أنه وفى اللحظة المناسبة أطلقت مصر إنذارات لتؤكد قدرتها على كسر كل هذه الأطماع، وهو ما أربك أردوغان وتميم، ووضعهما في مأزق بحثا عن حلول بغض النظر عن الثمن ومن يدفعه، وهما يدركان أن مصر تقف لهما بالمرصاد.