الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المد التركى وعواقبه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعانى المنطقة العربية من خطرين داهمين.. هما المد الشيعى والمد التركى.. المد الشيعى يشمل معظم الدول العربية الواقعة في الجانب الآسيوى.. أما المد التركى فيتواجد في شمال شرق سوريا وشمال العراق وغرب ليبيا والصومال وشرق السودان، في فترة حكم الرئيس السودانى المعزول عمر البشير.. بخلاف تواجده في شبه جزيرة قطر.. المد الشيعى هدفه حماية الأقليات الشيعية وتقويتها في مواجهة الأغلبيات السنية في تلك الدول.. أما المد التركى فهدفه أخطر بكثير من خطر المد الشيعى.. لأنه قائم على المصالح والمطامع.. ومحاولة إحياء إرث بغيض مضى وتولى إلى غير رجعة.
هل كان فشل أردوغان في الانضمام للأسرة الأوروبية.. هو ما جعله يبحث عن مخرج لهذا الفشل.. فاتجه إلى المنطقة العربية؟.. هل شعوره بالوحدة وانفضاض حلفاء الشمال من حوله.. هو ما دفعه إلى الاتجاه جنوبا؟.. أم أن تراجع شعبيته وعجزه عن تنفيذ الاستحقاقات الداخلية.. هما ما جعلاه يبحث عن أى شيء يشغل به الشارع التركى.. أم أن تدهور اقتصاد بلاده ونقص مصادر الطاقة بها.. هو ما دفعه للتدخل في البلاد العربية.. لسلب ثرواتها كما فعل أسلافه؟.
إذا كان تبرير أردوغان لتدخله في شمال العراق وسوريا.. هو تأديب الأكراد المتاخمين لحدود بلاده.. فما هو تبريره للتواجد في الصومال وشرق السودان وغرب ليبيا؟.. ففى الصومال اتبع أردوغان سياسة التدخل الناعم.. حيث دخلها من بوابة الإنسانية.. لتقديم المعونات والمساعدات الخيرية.. للصوماليين الذين مزقتهم الحرب الأهلية والمجاعات.. رغم أن العلاقات الصومالية التركية قبل ذلك كانت شبه مقطوعة.. فقد أغلقت السفارة التركية بمقديشيو بعد سقوط الدولة المركزية 1991.. ثم عاد الأتراك بقوة إلى المشهد الصومالى عام 2011.. وافتتحت تركيا ثالث أكبر سفارة لها في الخارج بمقديشيو.. وقام أردوغان بزيارة مقديشيو ووقع عددا من الاتفاقيات الثنائية.. تم بموجبها إسناد إدارة المرافق الحيوية في الصومال لشركات تركية.. كميناء ومطار مقديشيو.. وتم توقيع اتفاقية عسكرية بين البلدين عام 2015.. تم بموجبها افتتاح أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج لتعزيز التواجد التركى في منطقة القرن الأفريقي الإستراتيجية.
وفى السودان منح الرئيس السودانى المعزول في ديسمبر عام 2017 جزيرة سواكن المطلة على ساحل البحر الأحمر والتى تبلغ مساحتها 20 كيلو مترا مربعا.. إلى تركيا بصفة مؤقتة.. وبعد عزل البشير.. طرد السودانيون الأتراك من الجزيرة. 
أما ليبيا فلم تأت إليها تركيا حبا فيها.. وليس بموجب اتفاقية دفاع مشترك بينهما.. وإنما بموجب اتفاق غير شرعى مثير للجدل تم إبرامه مع أحد أطراف النزاع الليبى.. تلك الاتفاقية التى تخالف الأعراف والقوانين الدولية.. استغلها أردوغان للتواجد بالمنطقة لتحقيق أطماعه في شرق المتوسط والتحرش بمصر التى طردت حلفائه وأجهضت حلمه بإعادة الخلافة العثمانية للمنطقة العربية. 
إن استمرار المغامرات الأردوغانية في تلك الدول.. سيؤدى إلى عواقب وخيمة على منطقة شمال أفريقيا والصحراء الكبرى التى تنتشر فيها الجماعات المتطرفة.. ويجب على المجتمع الدولى.. إذا كان جادا وحريصا على تحقيق الاستقرار بالمنطقة.. أن يوقف الزحف التركى.. ويلزم أردوغان بالعودة إلى بلاده.. وعدم التدخل في شئون الغير.