الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بوكر توف – مياه للبيع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مسرحية هزلية نعيشها مع أبناء الحبشة الناطقين باللسان العبري من أكثر من تسع سنوات، محاولات خداع وتضليل ومماطلة وتسويف لكي نصل لسياسة أبناء العم "الأمر الواقع" ونجد أنفسنا أمام واقع صهيوحبشي مرير، لإجبارنا على مد مياه النيل المقدس إلى "تل أفيف"، الحلم الصهيوني القديم لنقل وتمديد مياه النيل إلى إسرائيل، والذي بدأت ملامحه تظهر منذ عام 1903 حينما قدم "تيودور هرتزل" أحد مؤسسي الحركة الصهيونية مشروع مائي إلى الحكومة البريطانية، يتم نقل فيه مياه النيل إلى فلسطين عبر قناة السويس وعارضته وقتها الحكومة المصرية ورفضته الحكومة البريطانية، لأن ذلك سيقلل من حصة مصر في المياه مما يضر بزراعة القطن والتي كانت إنجلترا المحتلة وقتها هي المستفيدة من زراعته، فالمياه لإسرائيل حياة أو موت وحلم الحصول على مياه النيل المقدسة لم يمت، ولهذا ظلت تدعم إسرائيل وتتوغل في بعض البلدان الأفريقية وظلت تسوق لصورة ذهنية شيطانية عن مصر لدى كثير من الشعوب الأفريقية، وما نراه الآن من استفزاز الإعلام غير الرسمي الإثيوبي مثل "التيك توك" وغيره ما هو إلى نتاج التسويق المضلل الشيطاني الموجهة من "شلومو" إلى الوعي الجمعي الأفريقي على مر سنوات وسنوات كثيرة، لذلك فنحن نتفاوض مع الطرف الخاطئ في مفاوضات سد الشيطان.
إذا تأملت المشهد جيدًا وحاولت فهم غرض الحبشة من التسويف، فلن تجد أي سبب تنموي وراء بناء السد، فمصر لم ترفض تنمية إثيوبيا بل على العكس قدمت كل ما تستطيع تقديمه لمساعدتهم على البناء والتعمير ولم ترفض بناء السد طالما لا يضر بمقدرات مصر، لم تطلب مصر سوى ضمان حقها في عدم المساس بأمنها القومي، مع الوضع في الاعتبار مصلحة الحبشه والسودان، لكن ما قامت به الحبشه الناطقة باللسان العبري ما هو إلى تسويف للوصول إلى غرض آخر وهو بيع المياه لمصر وإيصال مياه النيل إلى «شلومو» وبذلك تصبح دولة المصب والتي من حقها التدخل في أي مشروع مائي لمصر على ضفاف النيل وتستطيع إيقافه، بالإضافة إلى تجفيف الدلتا وسيطرتها على الحلم السامي لهم وهو المياه المقدسة لنهر النيل، وبمحاولة مني لإيصال عقلي إلى العقل الشيطاني الصهيوحبشي لفهم ما يستهدفون، فقد طرأ على ذهني سؤال، هل من الممكن أن تكون هناك دول أخرى غير أفريقية طامعة في مياه النيل فقامت بتدعيم الحبشة في بناء السد لحل أزمة مائية لديها، وبذلك يكون هناك سبل وطرق أخرى لإيصال المياه إلى شلومو دون العبور بسيناء بل عن طريق البحر، وتصبح المياه للبيع والمياه لمن يدفع، تريد المياه عليك بشرائها وتوافق على مد المياه إلى شلومو، علينا فهم عمق المسألة وفهم الغرض الحقيقي وراء سد الشيطان، ومحاربة الإعلام بالإعلام والعمل على بناء صورة ذهنية جديدة لمصر لدى الشعوب الأفريقية ضحية تضليل ومحاولتهم لشيطنة مصر في أعين أبناء القارة الواحدة، أما حلم شلومو فلن يحدث ولن نرضخ لا رئيس ولا حكومة ولا شعب، سنظل نحمي النيل المقدس بأرواحنا وبدمائنا كما فعل أجداد الأجداد، وشنوا الحروب والمعارك من أجل الحفاظ على النيل المقدس هبة مصر للإنسانية والحضارة وليس العكس كما يقول البعض، وكما كانت وصية كل ملوك وآلهة "كمت"، وسيظل أبناء كمت حراس النيل المقدس على الأرض المقدسة، أما شلومو "سيم ليف".