ما زال الشيطان الأكبر والراعى الرسمى للإرهاب رجب طيب أردوغان، يواصل منهجه المدمر ويسعى حثيثًا لاستكمال احتلاله لليبيا ونهب ثروات الوطن بدعم ومشاركة من خونة الوطن، وعلى رأسهم فايز السراج.
وإزاء هذا الوضع الذى ينذر بالخطر، ما زال معظم دول العالم ينظر إلى مبادرة القاهرة، التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أنها صالحة تمامًا لإنهاء الأوضاع المختلة في ليبيا وإنقاذ شعبها من المحتل العثمانلى.. فقد أكد، أمس، وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن إعلان القاهرة بشأن ليبيا يمكن أن يشكل أساسًا للحوار الليبى الليبى، وذلك أثناء استقباله، أمس في موسكو، المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى.
الموقف ذاته أكدته، أمس أيضًا، الإمارات العربية المتحدة وفرنسا إذ أعلنتا دعمهما المبادرة المصرية لإنهاء الأزمة الليبية ورفض التدخل التركى في الشأن الليبى، وذلك خلال اتصال هاتفى بين الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى الإماراتى، وجان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا.
ولكن.. إلى متى تظل الأمور معلقة، بينما يصم البعض آذانهم عن أوضاع خطيرة تؤثر على المنطقة بأسرها بل وعلى أوروبا أيضًا؟
ما العمل؟ هذا هو السؤال الحاسم الذى سيتعين على الاتحاد الأوروبى مواجهته إزاء جنون أردوغان، فالمتابع للموقف يكتشف أن دول الاتحاد، باستثناء فرنسا حتى الآن، تحتاج أن تستفيق وتدرك الخطر الذى يدق أبوابها بشدة. ويعلم الجميع أن هناك سابقة معروفة، عندما أظهر الاتحاد الأوروبى موقفًا موحدًا إزاء قضية شبه جزيرة القرم، وبجرة قلم تم يومها فورًا توقيع عقوبات على روسيا. ما الذى ينتظره الاتحاد الأوروبي؟ ومتى يكون رد الفعل قويًا وواضحًا وملموسًا، حتى لا يفقد الاتحاد مصداقيته أمام العالم؟
وحتى حلف الناتو، يقف عاجزًا، مما جعل باريس تعلن أن الحلف «متساهل للغاية مع الجانب التركي»، فانسحبت من مهمة المشاركة في مراقبة تحركات السفن في البحر المتوسط بعدما تعرضت سفينة فرنسية للتحرش من قبل ثلاث فرقاطات تركية للتغطية على جرائم أنقرة في تحديها قرارات الشرعية الدولية واستمرارها في توريد الأسلحة لحكومة السراج وميليشيات أردوغان.
حتى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يلتزم الصمت وهو الذى يملأ العالم ضجيجًا، ويوزع عقوباته يمينًا ويسارًا على العديد من دول العالم.. أين هو من جرائم أردوغان؟
على العالم أن يدرك أن إيمان القاهرة بالحل السلمى لن يجعلها تقف مكتوفة الأيدى أمام تخاذل القوى الكبرى.. الكلام وحده لا يكفى، فالمطلوب قرارات واضحة بتوقيع العقوبات اللازمة على نظام تركى تجاوز كل الحدود في تصرفاته الشيطانية، فهل يدرك العالم ذلك؟