الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

3 يوليو.. الذكرى السابعة لإعلان خارطة الطريق.. القوات المسلحة تنحاز لإرادة الملايين.. وخبراء: ثورة 30 يونيو نتاج حتمي لسياسة الجماعة الإرهابية وشعور الشباب بـ"الغربة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوافق اليوم الجمعة، الذكرى السابعة لبيان 3 يوليو 2013، الذي غير مسار حياة المصريين بعد أن خرجوا للشوارع والميادين وثاروا في يوم 30 يونيو 2013 رافضين حكم جماعة الإخوان الإرهابية، مطالبين برحيلهم.


واستجابت القوات المسلحة لمطالب المصريين وتم عزل محمد مرسي من حكم البلاد، والإعلان عن خارطة الطريق للمستقبل من أجل إنقاذ مصر.
استمر حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمدة عام واحد فقط، العام الذي تم ارتكاب فيه جرائم عديدة ضد الشعب المصري، وتهديد أمن واستقرار الوطن، وسعيهم للسيطرة على الدولة وكافة القطاعات والمؤسسات، إلا أن جموع الشعب المصري خرجوا في 30 يونيو 2013 للتصدي لهذه الجماعة، وإنحازت القوات المسلحة لإرادة جموع الشعب خلال ثورة يونيو، الذين خرجوا بالملايين في كافة الميادين والشوارع على مستوى الجمهورية للمطالبة برحيلهم وعزل رئيسهم من حكم البلاد.
ظل هتاف المواطنين في الميادين، حتى أمهلت القوات المسلحة الجماعة مهلة 48 ساعة لوضع حد للوضع القائم منعا لانفجار الغضب الشعبي، وحماية لأمن مصر واستقرارها، وجاء خطاب المعزول "محمد مرسى" قبل انتهاء مهلة الـ48 ساعة بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب، الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استنادا إلى مسئوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد، حتى جاء يوم 3 يوليو التاريخي.
انتظرت جموع المواطنين في الشوارع والميادين الخطاب التاريخي الذي ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، في يوم 3 يوليو، معلنًا خارطة المستقبل بحضور ممثلي القوى السياسية والأزهر والكنيسة بعد اجتماع استمر لعدة ساعات لبحث رفض الإخوان الاستجابة لمطالب المصريين برحيل "محمد مرسي" وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأكد الجيش في بيانه أن القوات المسلحة استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي استجابة لنداء جماهير الشعب.


تضمن الخطاب التاريخي للقوات المسلحة، تعطيل العمل بالدستور‏، وتولى المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، إدارة المرحلة الانتقالية‏ لحين انتخاب رئيس جديد،‏ وتشكيل حكومة كفاءات وطنية‏،‏ وتشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتًا، مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية، ووضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة، وكذلك تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.


وبدوره، يقول الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، إنه من المعروف أن أحد الأسباب الأساسية لقيام ثورة 30 يونيو 2013 هو شعور الشباب بالغربة داخل وطنهم خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية للبلاد، وسعيهم لتغيير الوجهه الثقافية للمصريين، مضيفًا أن الشباب شعروا بأنهم مهمومين ومهمشين، حيث إن الثورة كانت يجب أن تقوم في مصر لإنهاء حكم هذه الجماعة الإرهابية.
وتابع عامر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن جماعة الإخوان الإرهابية خلال حكمهم للبلاد سعت لتهميش كثير من فئات الشعب المصري وعلى رأسهم الشباب، مما نتج عنه العديد من الأزمات الاجتماعية والسياسية خلال فترة توليهم مقاليد الحكم، فضلًا عن مساعي الجماعة لنشر الأفكار المتطرفة وإحداث الانقسام بين جموع الشعب وتغيير هويتهم التي تربوا عليها لسنوات عديدة.
وأكد أن ثورة 30 يونيو أنفذت مصر والمنطقة العربية أجمع من مخطط إرهابي دولي خطير، كان يستهدف مصر واستهدف ليبيا وسوريا أيضًا، إلا أن المصريين أدركوا هذا المخطط وتحركوا على الفور في يوم 30 يونيو، لافتًا إلى أن انحياز الجيش لجموع الشعب التي خرجت في هذا اليوم جاء لحماية الون وأمنه واستقراره، وتم وضع خارطة الطريق بعد الاتفاق بين مختلف فئات المجتمع ولم يقتص أحد منها، وخاصةً الشباب التي تم تهميشهم خلال فترة حكم الإخوان، وذلك لإنهاء حالة الصراع والانقسام التي كانت تسعى إليه هذه الجماعة الإرهابية.


ويضيف الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أنه بعد ما حدث في عام 2011 كان من المتوقع أن تقوم ثورة بعدها ضد جماعة الإخوان الإرهابية، لأنهم لا يمتلكون حلول لأي مشكلة من المشكلات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية مثل البطالة وغيرها، بدون أي مصطلحات سياسية أو اقتصادية يدركونها، موضحًا أنه عندما تولت الجماعة الحكم قال الكثيرون إنه لن يطال فترة حكمهم لمدة طويلة، فإن الأوضاع في مصر كانت صعبة جدًا.
وأوضح صادق، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن خلال فترة حكم الإخوان ظهرت مشكلات عديدة جدًا وموقفهم كان واضح تجاه الأطياف الدينية والمرأة والانحياز الواضح لجماعتهم فقط، وكانت النتيجة غير مستقرة ومؤشر سيئ ظهر واضحًا في الاستفتاء على دستور 2012 الذي فشلت نتائجه في العاصمة "القاهرة" ونجح في الأقاليم والقرى، وكانت هذه بداية فشلهم، حتى وصلنا لثورة 30 يونيو التي كانت بمثابة معجزة تاريخية، تخلص فيها المصريين من حكم الإخوان في عام 2013، ولولا الثورة كانت ستشهد البلاد حرب أهلية ولكن الحراك الشعبي ساهم في نجاح الثورة، وجاء معها انصاف من الجيش والقوات المسلحة للثورة والثوار.
ولفت إلى أن تدخل الجيش لإنصاف الثورة منع من حدوث حرب أهلية بين فئات الشعب المختلفة والجماعة الإرهابية، حيث أنذرت القوات المسلحة الجماعة لمدة 48 ساعة قبل بيان 3 يوليو حيث طالب المصريين بانتخابات رئاسية مبكرة، ولكن الجماعة رفضت ودعوا إلى القتل والمدابح بشكل واضح واعتصامات ومظاهرات، مؤكدًا أن 3 يوليو يوم مهم جدًا منع انزلاق البلاد في حرب أهلية وأنهى حالة الانقسام والصراع التي خلقتها الجماعة الإرهابية، التي كانت تحكم البلاد من خلال مكتب الإرشاد وليس "محمد مرسي"، كما أنه ليس أول رئيس مدني منتخب ولكنه رئيس تابع للتنظيم الإخواني.