الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هرم الشرعية المقلوب في ليبيا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيخرج الليبيون صباح الأحد المقبل في مسيرة سلمية في بنغازي كبرى المدن الليبية أطلقوا عليها مليونية الخلاص، ووفقًا للداعين للمسيرة فإن الشعار الرئيسي لها سيكون المطالبة بوقف التدخل التركي في شئون بلادهم والمطالبة بطرد قوات الإحتلال العثماني منها. ومن المقرر أن يشارك في هذه المسيرة كافة مكونات الشعب الليبي من جميع المدن، وتشمل تجمعات سياسية ومنتديات ثقافية واجتماعية وممثلي وأعضاء النقابات المهنية وأبناء القبائل، وسيقود هذه المليونية السياسي الليبي المعروف محمد الأصفر الذي ينتمي لأحد أكبر القبائل الليبية وهي قبيلة (العواقير) في الوقت الذي أعلن عدد من عمد ووجهاء القبائل في شرق البلاد وغربها تأييدهم لهذه المليونية وفي مقدمتهم العمدة ضيف نافع بركات الجميعي عمدة قبيلة الجمعيات المنتشرة في ربوع الأرض الليبية، ويعرف عن هذه الشخصيات تأييدها للمؤسسات الليبية وعلي رأسها الجيش الوطني، ومجلس النواب الليبي ورئيسه المستشار عقيلة صالح، ويكشف المنظمون بعضًا من شعاراتهم ومطالبهم التي سيتم رفعها في المسيرة ثم رفعها للمؤسسات الليبية ولعدد من المنظمات الدولية والإقليمية ولدول وحكومات عربية وأجنبية، فإلي جانب الشعار الكبير بطرد المحتل التركي، تأتي مطالب حل الميليشيات الإرهابية وجمع سلاحها ووقف نزيف ثروات البلاد وإنهاء الانقسام بين المؤسسات بين شرق وغرب والحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي الليبية وسيادتها الوطنية وإتخاذ خطوات عملية لتنفيذ المبادرة المصرية التي تسعي لحل سلمي يفضي في النهاية لنظام حكم يتمتع بشرعية شعبية بدلا من شرعيات منقوصة وحكومات غير دستورية.
لعل الشعار الاخير الذي يتحدث عن الإنقسام وشرعية منتهيه، يلخص أحد أزمات الوضع الليبي، ومن المفارقات أن تتحدث المنظمات الدولية عن حكومة معترف بها وهي لا تبسط نفوذها على أغلب الاراضي الليبية، ومن الغريب ان يطالب الجميع بوقف التدخل الأجنبي ولا يتحرك احد لإيقاف الزحف اليومي لجيش اردوغان ولا يتحرك لوقف تدفق السلاح للعناصر الإرهابية، فضلا عن نهب ثروات لييئ نفطا وغازا !
ان ليبيا بخضوع -حكومة السراج المنتهية شرعيتها- لأوامر الحاكم العثماني المحتل تدفع البلاد لانقسام حقيقي، والغريب ان الجميع يعلم انها حكومة غير شرعية، لانتهاء مدتها القانونية، ولدعوتها لجيش أجنبي للسيطرة على مقدرات البلاد، ومع ذلك لم تأخذ هذه الدول أو المنظمات الاقليمية خطوة في اتجاه تصحيح الأوضاع وإنهاء اعترافها القديم بهذه الحكومة العميلة، لم تفعل ذلك للاسف جامعة الدول العربية، ولم تفعلها منظمة دولية مثل الامم المتحدة، ولا المجموعة الأوربية ولا منظمات إقليمية مثل الاتحاد الأفريقي. 

لقد آن الأوان لتعديل هرم الشرعية المقلوب والإستجابة لمطالب الشعب الليبي بكل مكوناته فالشعوب وإرادتها هي التي تصنع الشرعية وليس سلاح المحتل وميليشياته وعملاؤه. 

"البوابةً"