الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ابحثوا عن مفقود.. العنوان داخل المقال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة شجن أحاول التخلص منها والتعلق بخيوط الأمل، أعلق قلبي بطائرة ورقية أرفعها للسماء لكن سرعانا ما يقف الريح فتعاود السقوط بخيبات وغيمات، كل الذين أحسن الظن بهم أساءوا، كل رافد ظنناه عذبا وجدناه أجاجا، الجراح وحدها هي التي تملك ذاكرة قوية ، الفرح لا ذاكرة له .. الفرح عصفور من زجاج ، يرتفع عن الأرض عشرة أمتار ، ثم يقع على الأرض ويتهشم ، أما الحزن فهو هذه السنونوة السوداء التي تحمل أولادها وتعشعش على شواطئ العين ومدخل القلب وترفض أن ترحل، قال ذلك لي "نزار" بعد كل تجارب الفقد لكنني كذبته وضيعت الكثير من السنوات لكي أثبت عكس ما قال لكنه كان الأصدق من حدسي.
لا معنى لشئ هنا اختلط الزيت بالماء في نهر العمر وبات من الصعب فصلهما.
أنقش بداخلي عبارات "شكسبير" عن الأمل والتفاؤل ولكني حينما أستدعيها لنفسي أجد "هجسياس" حاضرا، نعم أنا ذلك الخليط بين التحريض على الأمل والحياة ثم الانتحار.
في كل طريق للأمل ينتصر على روحي في النهاية "هجسياس".
سؤال أطلقه "درويش" وعجز العالم كله عن إيجاد إجابة له:" ماذا جنينا نحن يا أماه حتى نموت مرتين، فمرة نموت في الحياة، ومرة نموت عند الموت.
ماذا جنينا؟
الليل يا أماه ذئب جائع سفاح يطارد الغريب أينما مضى.
لا أعرف يا رفاق من فين المخطئ.. أنا لأني أنقش على متون الزمن بقلم رصاص، أفعل ذلك كنت وما زلت بنية التصحيح، لكني في كل صباح لا أجد ما كتبته ليلا، البعض يمر فيمحوه دون أن يقرأه، تلك رسالته لي أنه مر، فأعاود ضلالي وأكتب ويعاود مروره ومراره فيمحو.
أعوام وأنا أحمل صورتي في كفى وأجوب الشوارع أبحث عن نفسي، وأسأل المارة إن كانوا قد رأوني، فقد غبت منذ عقود ولا أحد يبحث عني سواي، يضحكون ويقولون الصورة تشبهك، وأضحك أنا وأقول لا أعرفه.
دلني أحدهم أن أقطع المسافة التي مشيتها عودة وسأجدني هناك، لكني رجعت ولم أجدني.
وهناك حكت لي عجوزا أني كنت هنا ورحلت وأعطتني عنوانا جديدا أقطن فيه فذهبت مسرعا أطرق الباب وأنا أتأمل الصورة في كفى وسألت بشغف عني فلم أجدني.
قال لي رجل حكيم يا بني أنت مبعثر في السنوات والطرق وتحتاج لعمرك عمر حتى تتجمع، حاولت لكني وجدت القوم يتدافعون على الميزان ووجدتني أردد ل"سلامة" على دندنة "عزيز" : "كل ما أوزن ألاقي لسه ناقصلي حتة.. أحط حتة.. ألاقي لسه ناقص لي حتة.. أحط حتة.. تقل حتة.. وأجيب قميص تطلع جاكيتة.. وأعيش لي ساعة.. يفوتني ستة.. وكل ما أوزن ألاقي ناقص أقول بناقص لو هي حتة، أتاري لسه.. ولسه تاخد سنين وحتة" اسمعوها بصوت ".
دعكم من هذا كله وعليكم النظر جيدا للصورة في كفى ومن يجدني يرسل على هذا العنوان.. آه.. لا أتذكر أين أقيم.. إذا ضعوني في خطاب واتركوا العنوان مفتوح.. حتى أعرف أين سأنام وسأرسل لكم من الغياب.