في مختلف المواقف والمناسبات تؤكد مصر على رسائلها لتحديد مواقفها تجاه الأزمة الليبية والأمن القومي المصري ومداه الإستراتيجي، وفي هذا السياق جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح مشروعات تطوير منطقة شرق القاهرة، ومطاري سفنكس والعاصمة الإدارية الجديدة، والتي أكد فيها أن أمن مصر القومي يمتد إلى كل نقطة ممكن أن توثر سلبا على حقوق مصر التاريخية.
رسالة الرئيس السيسي واضحة وقوية لهذا المحتل على أرض ليبيا، وإنذار جديد وممتد، موجه تجاه تلك التعزيزات العسكرية التركية في ليبيا ونقل المزيد من المرتزقة، وشحن كميات من العتاد ومنظومات السلاح لحكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس.
مصر حرصت من اللحظة الأولى لتوجيه رسائلها بقوة إلى هذا السلطان الحالم، الذي لا يعنيه قضايا شعبه، بل أطماعه الشخصية فقط، مع أنظمة تابعة، ومن هنا جاءت كلمات السيسي قوية وواضحة، بالتأكيد على أن حدود الأمن القومي العربي، هي حدود مصر الأمنية والإستراتيجية، ودون أي استبعاد لتدخل عسكري مباشر، لحماية هذا الأمن في شقيه المصري والعربي.
وعلى الجميع أن يدقق في هذه الكلمات التي تؤكد عليها القيادة السياسية، وعلى قمتها الرئيس السيسي، حينما قال، "إن أمن مصر القومي يرتبط ارتباط وثيقا بأمن محيطها الإقليمي، فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية بل يمتد إلى كل نقطة ممكن أن توثر سلبا على حقوق مصر التاريخية".
ولأن مصر هي قلب العروبة ولا تنعزل عن محيطها وقضايا القومية والإقليمية، جاء تأكيد الرئيس على أنه "لا يخفى على أحد أننا نعيش وسط منطقة شديدة الاضطراب، وأن التشابكات والتوازنات في المصالح الدولية والإقليمية في هذه المنطقة تجعل من الصعوبة أن تنعزل أي دولة داخل حدودها وتنتظر ما يسوقه إليها الظروف المحيطة بها".
ولأن مصر دولة لها تاريخ وتدرك مختلف المخاطر، جاء تأكيد رئيسها واضحا بالقول "إن مصر استشرفت حجم التحديات التي ربما تصل لتهديدات فعلية تتطلب التصدي لها بكل حزم على نحو يحفظ لمصر وشعبها الأمن والاستقرار، وفي الوقت الذي تمتلك فيه مصر القدرة الشاملة والمؤثرة في محيطها الإقليمي، إلا أنها دائما تجنح للسلم، ولا تعتدي على أحد، ولا تتدخل في شئون أحد".
وفي المقابل ورغم ذلك فإن رسالة مصر ومسؤوليتها تتلخص في جملة واحدة وفي كلمات معدودة أكدها الرئيس السيسي " في الوقت نفسه ستتخذ مصر ما يلزم لحفظ أمنها القومي"... لعل هؤلاء يفهمون مغزى الرسالة.
"البوابة"