حان الوقت لوضع النقاط فوق الحروف وتحتها أيضًا، فيما يخص الغطرسة التركية إزاء ليبيا ومخالفة كل الأعراف والقوانين الدولية، بشكل بات معه واضحًا وضوح الشمس، خطورة تصرفات أردوغان ونواياه التوسعية، على ليبيا ومحيطها العربى وعلى الدول الأوربية أيضًا.
هذا العثمانلى لا يخفى سعيه نحو تحقيق "العثمانية الجديدة"، ويعمل في سبيل ذلك على توريد أسلحة متطورة وآلاف المرتزقة إلى غرب ليبيا، في تحدٍ لكل قرارات الشرعية الدولية.
حان الوقت ليرسل المجتمع الدولى رسالة واضحة لا لبس فيها إلى تركيا تؤكد على نقاط محددة: أن سلوكها غير مقبول، ويجب تفعيل كل الدعوات إلى وقف إطلاق النار، بما يسمح لليبيا بالعودة إلى عملية سياسية خالية من الأعمال الخارجية العدائية، استنادًا إلى إعلان القاهرة الذى أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 6 يونيو، وبناء على توصيات مؤتمر برلين المدعوم من الأمم المتحدة. وكلاهما ينصان على وقف فورى لإطلاق النار، وانسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا، وإجراء مفاوضات متعددة الأوجه تمهد الطريق للانتخابات.
حان الوقت لوقف الجنون التركى ومحاولة إخضاع ليبيا بالكامل لإرادة أردوغان، وحان الوقت أن يكون العالم كله في وضوح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، حين قال أول أمس خلال مؤتمر صحفى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "نحن في وقت توضيح أساسي للسياسة التركية في ليبيا، وهى أمر غير مقبول بالنسبة لنا"، واتهم تركيا بوضوح بـ"المسئولية التاريخية والجنائية" في الصراع الليبى، كدولة تدعى أنها عضو في الناتو"، وأضاف أن تركيا رجب طيب أردوغان "لا تحترم أيا من التزاماتها وزادت من وجودها العسكرى في ليبيا وأعادت استيراد المرتزقة من سوريا على نطاق واسع".. فهل يظل ماكرون يصرخ وحيدًا، وتظل أوروبا عاجزة عن الفعل إزاء تصرفات تركيا العضو في حلف الأطلنطى؟
حان الوقت لقرارات أوربية واضحة وتوقيع عقوبات توقف أردوغان عند حدوده، بحيث تكون قراراتها داعمة فعلًا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهى مبادرة سوف تأخذ طريقها للتنفيذ، حفاظًا على الأمن القومى المصرى والأمن القومى العربى.. بل حمايةً للدول الأوربية نفسها من عربدة أردوغان.
حان وقت الجد شاء من شاء وأبى من أبى، فمصير الشعوب لن يخضغ لطغيان حاكم يتخذ من الإرهاب سبيلًا لتحقيق أغراضه، ولا يريد أن يستوعب درس التاريخ: لا مكان للإرهاب، ولا شرعية لأى تدخل في شئون دول أخرى.. البقاء للشعوب والفناء لأعدائها.