لغط وقلق وخوف وتوتر، انشقاقات ومناهدات وتشنجات وخلافات، لم نذُق طعم النوم، ولَم يهدأ لنا بال، مهمومون بمصير الوطن، مُعاناة من كل شىء، الفوضى تعُم البلاد، تكفير الشعب يتم على الهواء مباشرة فى شاشات التحريض الفضائية، أُناس يحكمون بلد بحجم مصر ولا يُقدرون المسئولية المُلقاة على عاتقهم، لا يعرفون إلا جماعتهم فقط، يسعون لـ«أخونة مصر» والسيطرة عليها، لا يُفكرون فى «التنمية والاستثمار والعمل والإنتاج وحماية الأمن القومى»، يُفكرون فى «الخِلافة وخداع البُسطاء بشعارات دينية والانتقام من مُعارضيهم»، لم يفتتحوا مصنعًا واحدًا ولَم يُقيموا مُشروعًا واحدًا ولَم يُحققوا إنجازًا واحدًا يُذكر اللهم إلا إنجاز «تأجيج الفتنة وإحداث إنقسام فى المجتمع».. كان هذا حالنا خلال ٣٦٥ يومًا حكمت الجماعة الإرهابية مصر، أيام عيشناها وكأنها «كابوس مُزعج».
فضائح إرتكبوها، وكوارث تسببوا فيها، ومصائب لا حصر لها، ومنها: تشكيل ٦ مُعسكرات تدريب للإرهابيين فى شمال سيناء تحت إشراف الإرهابى محمد أحمد عبده الكاشف الشهير بـ»أبو أحمد» صديق أيمن الظواهرى، عملوا على إستغلال «قناة السويس» وفصلِها عن سيطرة الدولة لصالح قوى إقليمية لها أهداف خبيثة، سعوا لتشكيل «شرطة موازية» و»جيش موازٍ» و«جهاز مخابرات موازٍ» بالتعاون مع دِول مُعادية وقاموا بتسفير أفراد منهم لـ«تركيا» للحصول على دورات خاصة فى كيفية التعامل مع أجهزة التجسس وهى قضية شهيرة تورط فيها قياديا الجماعة خيرت الشاطر ومحمود عزت.
لأول مرة فى تاريخ مصر تُطِلِق عناصر مُتطرفة النار على الكاتدرائية المُرقسية بالعباسية، ليختل ميزان الوحدة الوطنية، أهانوا الأزهر وخرجوا فى تظاهرات وهتفوا وحرضوا وخططوا للسيطرة عليه، اعتدوا على هيبة القضاء وهددوا القُضاة وتظاهروا أمام المحكمة الدستورية ورفضوا دخول القُضاة للمحكمة، هدموا القضاء بإصدارهم الإعلان الدستورى الديكتاتورى الذى جعل من مندوبهم فى قصر الرئاسة «الحاكم بأمره» الذى لا يعترف بأحكام القضاء، عزلوا النائب العام فى مخالفة غير مسبوقة للقانون وجاءوا بـ«نائب عام» تابع لهم، تحفظوا على مجموعة من الشباب داخل قصر الاتحادية وتعدوا عليهم وضربوهم وحققوا معهم وكأنهم «جهات تحقيق» وأنصفت النيابة هؤلاء الشباب وأصدر المستشار مصطفى خاطر المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة بيانًا هامًا سيظل محفورًا فى ذاكرتنا يُكذب إدعاءات الجماعة وحاول النائب العام الإخوانى نقله إلى بنى سويف، لكنه تراجع بعد ٢٤ ساعة نتيجة الغضب الذى حدث بين صفوف القُضاة، طبخوا دستورًا يليق بهم وعلى مقاسهم فقط ومِن صُنعِهم فقط ومعهم بعض التابعين، والتظاهر أمام سُوَر وزارة الدفاع وأمام «جهاز الأمن الوطنى» ورفع أعلام تنظيم القاعدة.
(مرجان سالم، عادل حبارة، شادى المنيعى، عمر رفاعى سرور، توفيق فريج) والقائمة تطول، جميعهم يُؤتمرون بأمر الجماعة وكانوا بمثابة أذرع لها للتكفير والإرهاب وتنفيذ الجرائم، لأول مرة فى التاريخ يتم خطف ٦ جنود عن طريق إرهابيين فى شمال سيناء ويدخل الخاطفون فى مساومة مع الدولة ويطلبون الإفراج عن عناصر مُتطرفة محكوم عليها بأحكام قضائية نهائية باتة ويخرج مندوبهم فى الرئاسة ويقول: لا بد من الحفاظ على أرواح الخاطفين والمخطوفين ويُرسل مندوبين عنه فى إحدى السيارات التابعة للرئاسة للتفاوض مع الخاطفين فى شمال سيناء.
هل هذا سلوك سوى؟، هل هذه تصرفات عُقلاء؟ هل هؤلاء وطنيون؟ الإجابة بالطبع (لا)، لذلك خرج المصرىون ليرفضوا هؤلاء الخونة ويُعلنوا الثورة عليهم، لأنهم غير مؤهلين لحكم مصر، أساءوا لمصر ولتاريخها وفعلوا بها ما لم يفعله الاحتلال، فكانت «ثورة ٣٠ يونيو» أشرف وأفضل وأنقى وأطهر وأعظم ثورات التاريخ.