الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

البابا: الصوم لابد أن يكون للقلب والفكر والكلام

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قرأ البابا تواضروس الثانى إصحاح 58 من سفر اشعياء النبى الذي يتحدث عن الصوم، وهنأ الحضور في عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ببدء الصوم الكبير يوم الاثنين المقبل، وقال: "البعض يطلق على هذه الفترة "موسم التوبة"، ولكن التوبة في كل وقت، لكنها فترة متضمنة أسبوع الآلام ولا يعادلها فترة في السنة كلها وتحتاج منا استعدادًا ذهنيًا وقلبيًا وجسديًا.
وأضاف: هي فترة مهمة لأن يكون الإنسان فيها صادقًا مع نفسه، لأن كثيرًا ما يبقى الإنسان غير واضح مع نفسه، وكأنه يرتدى قناعًا، يتكلم به مع الناس، وتأتى فترة الصوم ليدخل الإنسان لأعماقه ويكشفها جيدًا.
 وشرح أن "الرياء" أخطر ما يواجه الإنسان في طريقه مع الرب، أو ما نسميه "شكلية العبادة" ويكون الإنسان من الخارج ممارساته جيدة، ولكن من الداخل ليس لها أثر، فهو خطية تتسلل لنفوس المتعبدين.
وأوضح أن "المعرفة العقلانية" هي إحدى مظاهر "الرياء" فهناك من يفتخر بذاته وبما حصله من معارف وبنقول عليه في المجتمع "أبو العريف"، ولكن تظل معرفته حبيسة العقل وليست في القلب ولا في الكيان.
وأشار إلى أن إصحاح متى 23 يسمى إصحاح الويلات حين يقول السيد المسيح: ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون وأحيانا يقولون على الفريسي أنه مفرس، وكأنه حامل شهادة الدكتوراة، والكتبة هما الأشخاص الذين ينسخون أي يكتبون وكانوا مثقفين جدا ولكن ما يكتبونه لا يدخل عقلهم.
وأشار إلى أن الإنسان اليوم يكون صائمًا لكن الحركة كثيرة، والكلام كثير، والأجهزة الحديثة أمامه كثيرة، وقال: فمن باب أولى نصوم عن الكلام مثلما نصوم عن الطعام، فهذا الصوم لابد وأن تختار الصمت وتضبط كل كبيرة وصغيرة من كلامك.
وتابع أن هناك بركات للصوم، وأول بركة أن فيه استجابة للصلوات، لأنك لما بتعيش داخل الصوم تخرج صلواتك من داخلك عميقة وتدخل فيها روح الإيمان، وبركة أخرى أن يصير الرب لذة للإنسان فتصوم عن طعام لكى تتحول لذة الطعام إلى لذتك بالله، "اسمك حلو ومبارك في قديسيك".
مستشهدًا بقول داود النبى: "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك"، واستشهد أيضًا بقول آخر لداود: "ليت لى جناحًا كالحمامة فأطير واستريح"، مضيفًا: فأرتفع فوق الماديات واحتياجات الجسد لتصير رباطات الأرض ضعيفة، فتعيش هذه الروح وهذا الاختبار.