الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خروج حذر!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت نصف سنة على جائحة كورونا، منذ أن اقتحم شبح الموت حياة شعوب العالم، فالأرقام مازالت تُرصد في عدوى المصابين، وإن مثل إحصاء المتعافين مؤخرا باب أمل بمقابل تعداد الوفيات، هذه الجائحة المستجدة التي ظلت عصية على المعالجة الطبية، والإتاحة المؤكدة للدواء، رغم محاولات تستعيد أدوية أمراض وأوبئة عبرت بالبشرية، ومع ما تطرحه منظمة الصحة العالمية في مؤتمراتها الصحفية من معلومات، ومنها نفيها لترجيحات يروج أنها شافية، كما مايخرج عن مختبرات عالمية مشهود لها باحترافيتها بالتكشف والمعاينة، واختبار العينات، فإيطاليا ذهبت بعيدا في تشريح موتاها، لكشف لغز أعضاء الجسم المتضررة من كورونا، لتخلخل معطيات ترسخت في علاقة الكوفيد بالرئتين فقط، إلى علاقته بالأوعية الدموية مُسببا تجلطها، وإن ليس لنا أن نفند سابق، لنجزم بصدق لاحق، حيث العلماء بأنفسهم ظلوا يشككون في صدقية أغلب ما خرج، سواء ما تعلق بالأعراض، والمسببات أو بظروف العلاج، ونوعية الأدوية التي جرى اعتمادها، نموذج فرنسا التي تراجعت عن اعتماد دواء الكلوروكين لكل الحالات المصابة، وذات ماحصل مع العلاج ببلازما المتعافين.
الهواجس بالمخاطر، سعيرُها الكوروني لم يخفت بعد،حتى ونحن اليوم نتابع سلسلة الانفراجات، وإعلانات كثير من الدول،كسر حالة الحجر والعزل، وإن بدا خروجا حذرًا، وعلى ذلك يجري تنظيم إجراءات الخروج من الأسر، وفتح أبواب كل المجالات الخدمية،والأنشطة الثقافية والفنية، التي تتماس مع مُرتاديها، وفق إرشادات ولوائح قانونية، وصل بعضها حد فرض الغرامة للمخالفين. وبالطبع حياتنا ما بعد كورونا، ليست كما قبلها! صرنا ملزمين بالتعايش مع مثلث الاحترازات الرئيسة: أولها: ارتداء الكمامة التي مؤخرا صارت لازمتنا، واستجاب للزومها أغلب الناس، وثانيها التباعد الاجتماعي وهو احتراز فيه مغالبة، مُقاومة، لمعتاد راسخ، وكدته عادات وتقاليد، وطقوس، عصية على الخلخلة السهلة، كالسلام والتحية، والتقارب عند تبادل الحديث، والزيارات الاجتماعية، وثالثها القفازات التي يجري أهمالها على الأغلب، إذ ظلت حكرا على القطاع الصحي، ظانين بعدم جدواها، رغم أنها تنقذ صاحبها مغبات خطيرة عدة، هي ساتر حماية لأهم عضو،"اليدين" كناقلة مباشرة للعدوى، لذلك الفيروس الغادر، وحتى وإن شعرنا بالمبالغة في ضرورة غسل الأيدي، عقب العودة من أي خروج للشارع أو كل الأمكنة التي نؤمها لضرورات معيشتنا، كون كثير الإصابات بالعدوى كانت جراء تناسي الغسل، والتطهير بالكحول لليدين، ومع التقارب الاجتماعي،ماسهل الانتشار المهول في أول هبة للفيروس، بدول تمركزت بها أرقام الإصابات كما معدل مفزع للوفيات. 
في مغالبة الكورونا، حكايات شتى، انتهجتها البشرية عربا وغربا، وثقت لذلك وسائل الإعلام، السمعية والبصرية، وسجلت تقنية اليوتيوب (الفيديوهات) عالما قائما بذاته، ذا خصوصية لم نشهدها قبلا،سواء قصصا معاشة لمن أصيبوا بالعدوى واصفين تجاربهن في الأعراض والعلاجات، حتى رحلة التعافي، أو قصص الشكوى والمعاناة، لعاملي القطاع الصحي، ما لفت الانتباه لمعايب هذا القطاع في دول يُشار لها بالمتقدمة،ما بالك بدول العالم الثالث، وانشغل الإعلام بقصص فاعلية النساء رغم ثقل أثر الجائحة، متمركزات بالبيوت، حاملات لأدوار تتوسع مع الأبناء حين طالت الإجازة المدرسية، وبرزن في خلق حالة التواصل في حصص البث المباشر بين أبنائهن، وكادر التعليم بالمدارس،لعل ذلك ما يطرح نوعية ومستقبل طرائق التعلم عن بعد في المراحل الدراسية الأولى.
ولفتني في بعض صفحات فيس بوك، مجموعات قُراء في الحجر، وهي مبادرات لشباب من الجنسين استثمروا زمن الحجر في المطالعة، ثم تشارك ملخصات الكتب التي قرأوها مع متابعيهم الذين كتبوا تعليقاتهم، وشكلت أيضا أفلام السينما بوضع روابطها على الشبكة،جانبا من مقترحات الفرجة والمناقشة، ورغم أن هذه الجائحة قد لا ينطبق عليها مثل رب ضارة نافعة، لفداحة ما سببته من أضرار مُرعبة، غير أن مفاعيل البشر بوجُهات عدة، سيظل ديدنها أعلاء روح المقاومة، لتجاوز هكذا مِحن.