ما هذا الذى يحدث؟..
العالم يصرخ.. وأردوغان يواصل مساعيه لاستكمال مخطط احتلال ليبيا، وتقصف قواته شمال العراق، ويعربد فى الشمال السورى، وسط إصرار غريب على تحدى الرأى العام العالمى والإعلان عن بدء التنقيب عن الغاز فى شرق المتوسط، فى تصرف أقرب إلى أساليب البلطجة.
أوروبا تدين وتحذر، دون تحرك لمعاقبة تركيا الدولة العضو فى حلف الأطلنطى، وحتى عندما تحرشت البارجات التركية بسفينة فرنسية تقوم بمهمة تفتيش تابعة للحلف، اكتفى أمين عام الحلف بالحديث عن «التحقيق فى الأمر»، ذرًا للرماد فى العيون. وتنسى أوروبا أن ليبيا تربطها سواحل مع القارة العجوز تمتد إلى نحو١٨٥٠ كيلومترًا، بما يمثله ذلك من أخطار محدقة عليها، حال سيطرة أنقرة على ليبيا، وتتناسى أوروبا «فيما يبدو» ابتزاز أردوغان لها بورقة اللاجئين وتهديده الدائم بفتح الحدود ليتدفق اللاجئون نحو الدول الأوربية مع كل ما يحمله ذلك من خطر داهم على تلك الدول.
تصرخ وسائل الإعلام الغربية: «طبول الحرب تدق فى ليبيا».. صحيح أن وزراء أوروبيين كثيرين حذروا من الوجود التركى فى ليبيا، لكن دون أن تترجم تلك التحذيرات إلى قرارات تفرض العقوبات على النظام التركى، فقد حذر وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان من «إضفاء الطابع السوري» على الصراع الليبى، ودعا وزير الخارجية الأوروبى جوزيب بوريل تركيا إلى «وقف» التنقيب «غير الشرعى» عن الغاز قبالة جزيرة قبرص، وذلك بعد أن اختارت تركيا المضى قدما فى عملية الحفر السادسة غير الشرعية فى أقل من عام وانتهاك الحقوق السيادية لقبرص وزعزعة استقرار المنطقة. حتى أن دبلوماسيًا أوربيًا حذر فى تصريحات صحفية، من أن ما يحدث فى ليبيا ليس فى صالح المصالح الأمنية الفرنسية والأوروبية. مضيفًا: «إن تدخل تركيا أصبح أكثر خطورة.. الخطر بالنسبة لنا فورى ودائم. إنه سياسى واستراتيجي».
ولكن.. ماذا بعد؟
أردوغان، المهزوم فى الداخل التركى خاصةً بعد انهيار اقتصاده، يسعى إلى دغدغة المشاعر الإسلامية لجزء من قاعدته الانتخابية، ويستدعى ذكرى إمبراطورية عثمانية، كانت وبالًا على العديد من شعوب الشرق.
وفى سبيل ذلك، دفعه هوسه للإقدام على أفعاله المنافية لكل قواعد القانون الدولى، وتدعمه فى ذلك قطر التى تمده بالتمويل اللازم وتدير آلة الإخوان الإرهابية التى تسعى لاستعادة نفوذها الضائع إلى الأبد.
الصمت عن الفعل الحقيقى، لن يجعل مصر مكتوفة الأيدى فى ظل ما يحدث من تهديدات للأمن القومى المصرى والأمن القومى للمنطقة بل ولأوروبا أيضًا.. وتظل مصر متنبهة لكل المخاطر، وقادرة على صد العدو وقطع أذرع ذلك الأخطبوط ليكون مكانه الطبيعى فى مزبلة التاريخ.